أين أهدافك العظيمة
ليس ثمة تعريف محدد وصارم للهدف.. لكنه ببساطةٍ يساعدنا على تحديد التجارب التي نود خوضها على ضوء قيمنا التي نسير على نهجها.. أي تحرِّك أهداف حياتنا سلوكياتنا. الأهداف طموحات شخصية.. لذا تتخذ أشكالا مختلفة وتتطلب فترات متفاوتة لتحقيقها حسب أولويات كل فرد وظروفه.. لكن الأهداف مهمة؛ لأنها بوصلة تحدد اتجاهاتنا في الحياة.. أيضا وتحمِّلنا مسؤولية تحقيق سعادتنا وراحتنا لعيش أفضل حياة ممكنة.
كذلك مَن منا ليس لديه أحلام وتصورات عامة عن حياته.. عما قد يسعده، عن التجارب التي يود خوضها؟ وربما -بعضنا.. أيضا لديه فكرة عامة عن كيفية تحقيقها. لكن تحديد أهداف واضحة وممكنة وواقعية أمر غاية في الأهمية.. ذلك لأننا -بدايةً- سننتقل من “أتمنى لو أتعلم الإسبانية” إلى “كيف سأتعلم الإسبانية؟”.. هذا هو الهدف، قفزة من الحلم إلى التخطيط.. أو كما قال عالم النفس المجري الأميركي، ميهالي كسيسنتميهالي، “تحوِّلُ الأهداف المشي العادي إلى هرولة”
أين أهدافك العظيمة
في الستينيات، وضع عالم النفس الأميركي، إدوين لوك، مبادئ تحقيق الأهداف حتى يجد المرء حافزا لتنفيذها وتوجيه سلوكياته بناء عليها وأيضا رفع من ثقته بنفسه والإيمان بإمكانية تحقيقها. لماذا عليك أن تحدد أهدافك؟ لتكوِّن صورة واضحة عن مسارك في الحياة، الوضوح يؤدي إلى إيجاد دافع مستمر يغذي رغبتك في الالتزام، كذلك لتفرض على نفسك تحديا يحثك على الاستيقاظ كل صباح والتقدم نحوه، حتى تتمكن من تقييم ذاتك كل فترة، أو نيل تقييمات من الآخرين إن كان الهدف لا يشملك وحدك، مثل أن تترقى في عملك أو تنجح في دراستك. تُساعدنا آراء الآخرين على ضبط بوصلتنا، وتفرز أدمغتنا الدوبامين حين نتلقى ردود فعل إيجابية ومُرضِية. أيضا تحديد الأهداف بعيدة المدى سيتطلب فهما ووعيا بالأهداف قصيرة المدى التي تكوِّن الهدف النهائي، فتتفهم طبيعة الوقت وتعقيد عملية تحقيق الأهداف، فلا تُحمِّل ذاتك فوق طاقتها.
يقول عالم النفس الأميركي، مارتن سيليغمان، إن سعادة الفرد ورضاه عن حياته يتحقق بـ5 متطلبات، جمَعَها في نموذج “بيرما (PERMA)”: المشاعر الإيجابية، والانخراط في التجارب، والعلاقات الإنسانية بشتى أشكالها، ومعنى يكرِّس المرء حياته له، وإنجازات مستمدة من كل ما سبق. بمعنى آخر، أهداف الحياة هي ما يمنحنا المقدرة على تحمل المنغصات اليومية والروتين الممل، والاستمتاع بشعور الإنجاز مع كل خطوة نحو الهدف، حتى السعي نحو حياة أفضل يؤدي في بعض الأحيان إلى السعادة التي نتوق إليها