منوعات دعوة

لماذا نهتم بالقيم الأسرية

 

لماذا نهتم بالقيم الأسرية

تعتبر الأسرة المسلمة المؤسسة التربوية الأولى والأساسية في إنشاء الأشخاص على احترام القيم في المجتمع ومعايير السلوك، والتعامل مع الآخرين، ونبذ السلوكيات الخاطئة

وتستطيع الأم بما فيها من رصيد ثقافي ضخم وما تمتلكه من قيم تربوية أن تكسب الطفل و تكتسبه لاكتساب التراث الثقافي والقيم التربوية التي يعايشها

إن القيم الخلقية تعد أحد الركائز الرئيسة في البناء الإنساني؛

ذلك أنها تتناول جميع مظاهر السلوك الفردي والاجتماعي، فهي تضبط الفرد وتوجه سلوكه إلى ما يعود عليه بالخير،

أيضا وتحفزه إلى الترقي في مراتب الكمال، والسعي الجاد إلى معالي الأمور ومحاسن الأعمال،

وهي ضرورة اجتماعية، تضمن للناس التعايش في أمن واستقرار، وتكاتف وتعاون.

والقيم الخلقية في الإسلام ركيزة من ركائز الدعوة، فعن طريق التعامل الخلقي القويم فتح الله لهذا الدين قلوبًا غلفًا، وأعينًا عميًا، وأسماعًا صمًا،

كما قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضواْ مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159].

ونحن نربي أبناءنا تعبدًا لله تعالى بأداء حقه هذا علينا؛ فالانشغال بتربية الابن عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، قال الإمام الغزالي:

«فالصبي أمانة عند والديه، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة أبواه وكل معلم له ومؤدب،

وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له»،

إذا فالتقصير في تربية الابن إذًا وزر وإساءة وتقصير في حق الله وحق الابن

لماذا نهتم بالقيم الأسرية

ولقد أدرك أعداء الإسلام أهمية الأخلاق وأثرها في توجيه حياة المسلمين، وتقوية أواصر المحبة والألفة بينهم، فعملوا،

ذلك بما أوتوا من قوة وبما تهيأ لهم من وسائل، على إفسادها وهدمها، وسلكوا لذلك طرقًا، أهمها :

1- العمل على قطع صلة القيم الخلقية بالمصادر الأصلية، بإظهار الإعجاب بالأفكار الفلسفية،

كذلك وتعظيم من تبناها من المفكرين، وتشويه أو جحود الدراسات الأصيلة القائمة على الكتاب والسنة، وغمط أهلها.

2- السعي في تيسير الشهوات المحرمة، التي تضعف صلة المسلم بربه، وتفت في إيمانه بالله ويقينه بالدار الآخرة، فلا ينشط لفضيلة، ولا يرغب في إحسان.

ولقد استجد في المجتمعات الإسلامية اليوم، نتيجة عوامل داخلية وأخرى خارجية،

أيضا تبدل في المفاهيم، وضياع للموازين، وانقلاب للقيم، حتى أصبح المعروف منكرًا والمنكر معروفًا،

فكان من نتيجة ذلك أن انغمس كثير من الناس في الشهوات المحرمة،

كذلك وانحرفوا عن جادة الصواب، مع عدم الشعور بالذنب أو الرغبة في الإصلاح، يحدوهم الجهل بمصادر التلقي وصحيح الاقتداء؛

فتفرقت بالناس الأهواء، وتشتتت بهم السبل، ويمموا وجوههم شرقًا وغربًا، سيرًا مع الركب،

وخوفًا من الانتقاد، وجبنًا عن المواجهة؛ لذا صارت الحاجة ملحة لإبراز القيم الخلقية في الإسلام،

أيضا وبيان مصادرها الأصلية، وخصائصها المميزة، وأمثلتها الحية، وآثارها الجلية في النظم الإسلامية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى