هل اطلع النبي علي الغيب
هل اطلع النبي صلى الله عليه وسلم على بعض الغيب؟
علم الغيب مما استأثر الله به، قال الله تعالى: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون}،
كذلك وقال تعالى:
{وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها
ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}،
وقال الله تعالى:
{إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً
وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}،
أيضا وقال تعالى:
{قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير
وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون}،
كما قال تعالى: {قل ما كنت بدعاً من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين}،
كذلك إلى غير هذا من الآيات التي تدل على أن الله سبحانه استأثر بعلم الغيب،
لكن يطلع الله بعض عباده كالرسل والملائكة على بعض المغيبات، فيعلمون منها بقدر ما أعلمهم الله فقط، قال تعالى:
{قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمداً * عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً *
إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً}،
أيضا وقال تعالى في بيان ما يصيب الملائكة من الغشي عند سماع كلامه تعالى وما يكون من أمرهم بعد أن يزال عنهم الفزع:
{حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير}،
هل اطلع النبي علي الغيب
كذلك روى البخاري في صحيحه من طريق عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله:
إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً
وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير”،
وذكر مسلم حديث عمر بن الخطاب الذي فيه: أن جبريل سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان،
ثم سأله عن الساعة، فقال صلى الله عليه وسلم: “ما المسئول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها:
إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها ، وإذا كان الحفاة العراة رءوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله:
“إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً
وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير”،
أيضا وفي الحديث الصحيح أن أم العلاء الأنصارية -وكانت ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم-
أخبرته أن عثمان بن مظعون طار لهم في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين، قالت أم العلاء:
فاشتكى عثمان رضي الله عنه عندنا فمرضته حتى إذا توفي وجعلناه في أثوابه، فدخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت:
رحمة الله عليك أبا السائب، شهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“وما يدريك أن الله أكرمه؟”
قالت: قلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن? قال: “أما هو فقد جاءه والله اليقين،
والله إني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي”، وفي رواية:
“والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به” الحديث،
وفي البخاري ومسلم من طريق ابن عباس قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين، فقال: “الله إذ خلقهم أعلم بما كانوا به عاملين”.