إنما أولادكم وأموالكم فتنة
صدق الله إنما أولادكم وأموالكم فتنة
رزق الله عز وجل نبينا صلى الله عليه وسلم الأولاد والبنات والأحفاد، تكميلاً لفطرته البشرية وقضاء لحاجات النفس الإنسانية،
وأولاده جميعاً من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها،
إلا إبراهيم عليه السلام من مارية القبطية، وهم: القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهم.
وقد شاء الله وله الحكمة البالغة أن لا يعيش له صلى الله عليه وسلم أحد من الذكور، ـ فماتوا جميعاً في صغرهم ـ،
حتى لا يكونوا مدعاة لافتتان بعض الناس بهم، وفي ذلك أيضاً عزاء وسلوى للذين لا يرزقون البنين،
أو يرزقون بالبنين ثم يموتون، كما أنه لون من ألوان الابتلاء له صلى الله عليه وسلم، وأشد الناس بلاء الأنبياء
ونبينا صلى الله عليه وسلم كان يولي أحفاده عناية خاصة،
كذلك يستشعر من خلالها الأبناء والأحفاد والأسرة كلها جو الرحمة والألفة، والحنان والمحبة،
فكان صلوات الله وسلامه عليه يسمي أحفاده أحسن الأسماء، ويلاطفهم ويداعبهم، ويحملهم ويقبلهم،
ويركبهم على ظهره، حباً لهم، وتلطفاً معهم، ويأخذهم معه إلى المسجد، بل ويحملهم في صلاته،
أيضا ويرقيهم ويدعو لهم، ويهديهم لما للهدية من أثر في قلب الحفيد،
كذلك والأمثلة على ذلك من سيرته وحياته صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها
إنما أولادكم وأموالكم فتنة
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
(لمَّا ولِدَ الحسنُ سمَّيتُه حرباً، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟
قلنا: حرباً، قال: بل هو حسن، فلما ولِدَ الحسين سمَّيتُهُ حرباً، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟
قلنا: حرباً، قال: بل هو حسين، فلما وُلِدَ الثالث سمَّيتُهُ حرباً،
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلنا: حربا، فقال: بل هو محسن)
ركوب حفيده على ظهره النبي في الصلاة:
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال:
(كُنَّا نصَلِّي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره،
فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذاً رفيقاً، فيضعهما على الأرض، فإذا عاد، عادا حتى قضى صلاته) رواه أحمد وحسنه الألباني.
وفي رواية عبد الله بن مسعود ـ وحسنها الألباني ـ: (كان صلى الله عليه وسلم يصلِّي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره،
فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهما، فلمَّا قَضى الصَّلاةَ وضعَهما في حِجْرِه)