التزكيةلنثبت به فؤادك

لنثبت به فؤادك (20)

لنثبت به فؤادك (20)

يقول الحق تبارك وتعالى وهو أصدق القائلين:

﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْناكُمْ أمَّةً وَسَطًا لِتَكونوا شهَداءَ عَلى النّاسِ وَيَكونَ الرَّسولُ عَلَيْكُمْ شَهيدًا﴾

ويقول جل في عليائه:

﴿كنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرونَ بِالْمَعْروفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتؤْمِنونَ بِاللَّهِ﴾

إذا لقد قضت مشيئة الله تبارك وتعالى بإرسال الرسل مبشرين الأمم برضوان الله وجنته، ومنذرين من سخطه وعذابه الأليم؛

فكان النبي يبعث إلى قوم يدعوهم إلى عبادة الله وحده، ونبذ ما سواه من الأنداد والأوثان، فيؤمن به من يؤمن،

كذلك وقليل ما هم. ويكفر به من يكفر، وكثير ما هم؛ فينجي الله رسله ومن آمنوا معهم، ويهلك الكافرين بعد أن يحق القول عليهم.

أيضا ومن وسط هذا الكفر المستشري، كانت بعثة المصطفى -صلوات ربي وسلامه عليه-

رسولًا لا لقومه دون سواهم، بل للناس كافة، أبيضهم وأحمرهم، عربيهم وأعجميهم،

قال تعالى: ﴿وَما أَرْسَلْناكَ إِلّا كافَّةً لِلنّاسِ بَشيرًا وَنَذيرًا﴾

فجاء برسالة الإسلام العظيم دين الله الأوحد؛ ليخرج الناس من ظلمات طواغيت الأرض إلى نور الإسلام وهدايته،

كذلك فحمل رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه- دعوة  الإسلام إلى قومه في مكة المكرمة

كنقطة انطلاق، ثم أنشأ المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة،

وأقام دولة الإسلام التي حملت دعوة الله باللسان والسنان حتى دانت العرب لأمر الله طوعًا وكرهًا،

وكَوَّنَ أمةً من دون الناس وصفها الله سبحانه في كتابه بالأمة الوسط:

﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْناكُمْ أمَّةً وَسَطًا﴾ ووصفها بخير الأمم في قوله تعالى: ﴿كنْتُمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَتْ لِلنّاسِ﴾

لنثبت به فؤادك (20)

ثم انتقل رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه- إلى الرفيق الأعلى من بعد أن أدى الأمانة ودخل الناس في دين الله أفواجًا،

لِتنتقل أمانة حمل رسالة الإسلام من بعده لأمَّتِه الأمة الإسلامية، أي أن أمانة تبليغ رسالة الإسلام أصبحت في أعناق المسلمين،

وبذلك نالوا شرف الخيرية والشهادة على الناس، فإن تنكبوا وقصروا في حملها وتبليغها تحملوا وِزر تقصيرهم وأثموا.

أيضا ويبقى السؤال الآن: هل مازال المسلمون خير أمة أخرجت للناس؟

وهل انتفت عنهم صفة الخيريةِ والشهادة على الأمم من بعد أن استدار الزمان عليهم،

كذلك وتداعت عليهم الأمم تنهش لحومهم وتنتهك حرماتهم وتنهب ثرواتهم، بل وتعطل العمل بأحكام دينهم؟.

يحسن بنا ابتداء أن نقف على الآيتين الكريمتين من الزهراوين -سورتي البقرة وآل عمران-

وننظر في دلالتهما على شهادة الأمة وخيريتها،

ومن ثم يظهر لنا طبيعة هاتين الصفتين من حيث استقرارهما واستمرارهما لأمة الإسلام من عدمه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى