لنثبت به فؤادك (19)
مفهوم “لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” يعني أن الله لا يغير حال شعب ما حتى يغيروا أنفسهم ويعملوا على تحسين أوضاعهم.
وفيما يلي بعض النقاط المهمة حول هذا المفهوم:
الإصلاح الذاتي: يعني أن الله لا يغير حال شعب ما حتى يعملوا على تحسين أوضاعهم ويغيروا سلوكياتهم وأفكارهم السلبية.
العمل الجاد: يعني أن الإصلاح الذاتي يتطلب العمل الجاد والمثابرة والتحلي بالصبر والاستمرارية.
الإيمان بالله: يعني أن الإيمان بالله واتباع شرعه يساعد على تحقيق الإصلاح الذاتي وتحسين الأوضاع.
الاستغفار: يعني أن الاستغفار والتوبة من الذنوب والخطايا يساعد على تحقيق الإصلاح الذاتي والتحسين الشخصي.
العمل الجماعي: يعني أن العمل الجماعي والتعاون بين أفراد المجتمع يساعد على تحقيق الإصلاح الذاتي وتحسين الأوضاع
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ لَا يغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دونِهِ مِنْ وَالٍ {الرعد:11}.
بين تعالى في هذه الآية الكريمة:
كما أنه لا يغير ما بقوم من النعمة والعافية حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة الله جل وعلا. والمعنى:
أيضا أنه لا يسلب قوما نعمة أنعمها عليهم حتى يغيروا ما كانوا عليه من الطاعة والعمل الصالح، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله:
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ {لأنفال:53.
وقوله: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.
لنثبت به فؤادك (19)
وقد بين في هذه الآية أيضاً: أنه إذا أراد قوما بسوء فلا مرد له،
وبين ذلك في مواضع أخر كقوله: وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ {الأنعام: 147}. ونحوها من الآيات.
كذلك وقوله في هذه الآية الكريمة حَتَّى يغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ يصدق بأن يكون التغيير من بعضهم كما وقع يوم أحد بتغيير الرماة ما بأنفسهم فعمت البلية الجميع،
وقد سئل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثير الخبث.
كما قال ابن القيم: وهل زالت عن أحد قط نعمة إلا بشؤم معصيته
فإن الله إذا أنعم على عبد بنعمة حفظها عليه ولا يغيرها عنه حتى يكون هو الساعي في تغييرها عن نفسه
إِنَّ اللَّهَ لَا يغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دونِهِ مِنْ وَالٍ {الرعد:11}.
أيضا ومن تأمل ما قص الله تعالى في كتابه من أحوال الأمم الذين أزال نعمه عنهم وجد سبب ذلك جميعه إنما هو مخالفة أمره وعصيان رسله،
وكذلك من نظر في أحوال أهل عصره وما أزال الله عنهم من نعمه وجد ذلك كله من سوء عواقب الذنوب