مفاهيم أسرية في الأسرار الزوجية
حفظ الأسرار أدب إسلامي وأخلاقي عام، والأسرار الزوجية أشد خصوصية، عن أي أسرار أخرى،
سواء كانت تلك الأسرار، خاصة بالعلاقة الزوجية، أو بمشكلات البيت.
ولا يخلو مجتمع من المجتمعات من مُتربصين ومن مرضى، ومعدومي الضمير الذين يستغلون كل مُشكلة زوجية،
ليحوّلوها إلى مصيبة بالنفخ فيها، حتى تصل إلى أقصى مدى من الخلاف الذي لا حل له.
ويحذّر علماء أزهريون الأزواج من إفشاء أسرار الحياة الأسرية خارج نطاق البيت،
وأن تكون طي الكتمان رعاية للأسرة، وصيانة لكرامتها وتقوية لدعائمها،
حتى تستقر على أسس سليمة، ويؤكدون أن الإسلام اعتبر إفشاء أسرار الزوجين من أقبح الأمور وأشنعها.
أن الزواج إذا كان رباطا مُقدّسا بين الزوجين، قائما على المودة والرحمة،
فمن الحكمة أن تظل أسرار البيوت طي الكتمان،
فلا يطلع عليها الأهل والأصدقاء، لأن الإسلام لا يقرّ إفشاء أسرار الزوجين، بل ويحرّم هذا السلوك البغيض،
والله سبحانه وتعالى يقول: “هن لباس لكم وأنتم لباس لهن”، ومعنى اللباس أنه هو الذي يستر عورة الجسد،
فنحن نرتدي الثياب لتستر عوراتنا، إذن من المفترض أن الزوجة ستر لعورات الزوج، كل عوراته الجسدية والخلقية والنفسية،
وكذلك الزوج ستر لكل عورات الزوجة خلقا ونفسا وعادات وطباعا، ولذلك فكل ما يحدث بين الزوجين مهما كان،
لا يجوز أن يطلع عليه أحد، حتى الأشياء البسيطة العادية.
مفاهيم أسرية في الأسرار الزوجية
وإفشاء الأسرار بدون دافع قهري، يجهض جدار الأمان للأسرة، وللحياة الزوجية، ويدخل الشكوك والظنون وانعدام الثقة،
كما أن نقل المشكلة خارج البيت، يعني استمرارها واتساع نتائجها، خاصة لو علمها أهل أحد الزوجين.
قال تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله} [النساء:34] هذا كله خبر،
ومقصوده الأمر بطاعة الزوج، والقيام بحقه في ماله وفي نفسها في حال غيبة الزوج.
فقوله تعالى (فالصالحات)، يقصد النساء التي يؤدين حقوق الله، بطاعته وطاعة رسوله –صلى الله عليه وسلم-،
وحقوق أزواجهن من الطاعة والاحترام،(حافظات للغيب)،
أي حافظات لمواجب الغيب، إذا كان الأزواج غير شاهدين لهن، حفظن ما يجب عليهن حفظه،
وفي حال الغيبة من الفروج والأموال والبيوت، وفي سياق الكلام، ما يشير إلى محذوف،
أن الثناء عليهن من قبل الله تعالى، يستوجب من الرجل، إكرام المرأة الصالحة، والإحسان إليها والرفق بها لضعفها.