يسألونك :موسم رمضان (26)
فالله تعالى يأمر عباده بالتوبة ويتقبلها منهم بل ويفرح بها،
قال الله تعالى: وَتوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تفْلِحُونَ {النور:31}،
وقال تعالى: وَهوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}،
والتوبة مقبولة من الإنسان قبل حصول ما يمنع قبولها،
وبالتالي فكلما صدرت منك معصية أو ذنب فبادري بالتوبة الصادقة والإكثار من الاستغفار ولو تكرر ذلك منك مراراً،
المهم عدم العزم على الرجوع لتلك المعصية، قال الله تعالى:
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهمْ يَعْلَمُونَ*
أوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {آل عمران:135-136}،
ومتى وقعت التوبة مستكملة شروطها من الندم على ما فات،
والإقلاع عن الذنب في الحال، والعزم على عدم العود إلى الذنب فإنها تمحو الذنب قبلها،
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
والوعد ليس بيمين ولا تترتب على الحلف به كفارة
والوفاء بالوعد هنا واجب لأن عدم الوفاء هو الوقوع في تلك المعصية، والوقوع في المعاصي سبب لنقمة الله تعالى،
يسألونك :موسم رمضان (26)
فجاهدي نفسك واجتهدي في الدعاء ليعصمك الله من كل ذنب وخطيئة، وراجعي في ذلك الفتوى
فسارعي بالتوبة إلى الله من قبل أن يدهمك الموت وأنت مفرطة في جنبه تعالى،
قال سبحانه: وَتوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تفْلِحُونَ {النــور: 31}.
أيضا وأد ما عليك من الواجبات، ومنها الحجاب الشرعي وإقامة الصلاة، واعلمي أن تارك الصلاة تكاسلاً قد اختلف العلماء في حكمه، فمنهم من قال يكفر،
ومنهم من قال لا يكفر، ولكنه مرتكب ذنباً من أعظم الذنوب، أفترضين أن يختلف العلماء فيك هل أنت مسلمة أم لا؟
إذا فاحذري نفسك الأمارة بالسوء، واجتنبي ما يسخط الله، فإن الموت قريب ويأتي فجأة،
وحينئذ لا ينفع الندم، فالتوبة واجبة على الفور باتفاق الفقهاء، وتأخيرها معصية مضافة إلى المعاصي الأولى.
كما قال الإمام العز بن عبد السلام: والتوبة واجبة على الفور، فمن أخرها زماناً صار عاصياً بتأخيرها،
وكذلك يتكرر عصيانه بتكرار الأزمنة المتسعة لها،
فيحتاج إلى توبة من تأخيرها، وهذا جار في تأخير كل ما يجب تقديمه من الطاعات.