فقهيسألونك

يسألونك موسم رمضان (7)

يسألونك موسم رمضان (7)

يسألونك (موسم رمضان) (7) مع د يوسف عبدالدايم

الزنا في اللغة : زنى يزنى زنى وزناء . وأصل الزنا الضيق[1]، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ وَهُوَ زَنَّاءٌ )) أى حاقن بوله . والمرأة تزني أي تباغي .

وجاء اشتقاق هذه الكلمة بمعنى الضيق لأن الزاني ضيق على نفسه حيث أخرج نطفته إخراجا لا ينسب إليه, ولأنه ضيق على نفسه في الفعل , إذ لا يتصور في كل موضع , فلا بد من التماس خلوة وتحفظ , وضيق على نفسه فيما اكتسبه من إثم تلك الفعلة .

أيضا وفي الاصطلاح : وهو وطء الرجل المرأة في قبلها من غير نكاح ولا شبهة نكاح .

الزنا من كبائر الذنوب

إن الزنا حرام وأنه من الكبائر ، لأنه من أعظم الجرائم الخلقية والإجتماعية التي تهدم الأسرة وتحطم بنيان المجتمع ،

لما يترتب عليه من مفاسد وآثار سيئة كفساد الأنساب وضياعها ووجود الأحقاد والضغائن بين الناس

كذلك وما يترتب عليه أيضا من إلحاق العار بمرتكب هذا الجرم الشنيع وأهله وعشيرته .

ولهذا بين الله سبحانه وتعالى في أكثر من آية في القرآن الكريم أن الزنا حرام وأنه من الكبائر ،

والدليل على ذلك :

  • أنه سبحانه وتعالى قرنه بالشرك وقتل النفس فى قوله تعالى :
  • ( والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ) .
  • يقول القرطبي في تفسير هذه الآية : (( ودلت هذه الآية على أنه ليس بعد الكفر أعظم من قتل بغير الحق ثم الزنا)).

ويقول الإمام أحمد رحمه الله تعالى : (( ليس بعد قتل النفس أعظم من الزنا ))

. وفي آية أخرى قدم الله تعالى النهى عنه على النهى عن القتل حيث يقول الله تعالى :

( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ).

ويقول الرازى في تفسير هذه الآية : (( لقائل أن يقول أن أكبر الكبائر بعد الكفر بالله القتل ،

إذا فما السبب في أن الله تعالى بدأ أولا بذكر النهى عن الزنا ، وثانيا بذكر النهى عن القتل ؟

وجوابه إن فتح باب الزنا يمنع من دخول الإنسان في الوجود ، والقتل عبارة عن إبطال الإنسان بعد دخوله فى الوجود ،

أيضا ودخوله في الوجود مقدم إبطاله وإعدامه بعد وجوده ، فلهذا السبب ذكر الله الزنا أولا ثم ذكر القتل ثانيا ))

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى