في نافعا لغيره
من أهم صفات المؤمن نافعا لغيره ، سواء كان هذا النفع مالاً ، كالصدقة والإطعام ، وسقاية الماء وسداد الديون، أو جاهاً ، كما في الإصلاح بين المتخاصمين ،
كذلك والشفاعة وبذل الجاه، أوعلماً يعلمه، أو سائر المصالح التي يحتاجها الناس،
كحسن المعاملة وإماطة الأذى وعيادة المرضى، ونصرة المظلوم، وصلة الأرحام، وحسن الجوار
زاد المهاجر في نافعا لغيره
أيضا ويكفينا أن السعي في نفع الخلق ، من صفات النبي – صلى الله عليه وسلم – و أخلاقه ، فقد استدلت خديجة على أن ما حصل في غار حراء ،
لا يمكن أن يكون شرا لخُلُقْ النبي – عليه الصلاة والسلام – قالت : كلا فوالله لا يخزيك الله أبدا
فوالله إنك لتصل الرحم وتحمل الكَلَّ وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق .) (و تصل الرحم) ،
كذلك الإحسان إلى الأقارب بالقول والفعل تحمل الكَلَّ ..الكَلّ اصله الثقل ( وهو كل على مولاه).
ويدخل في هذا الإنفاق على الضعيف واليتيم والعيال وغير ذلك وهو من الكلال وهو الإعياء
أما قولها و تكسب المعدوم تكسب غيرك المال المعدوم أو تعطيه إياه تبرعا ،
تقْري الضيف تكرمه يقال للطعام المقدم للضيف قِراً.
كذلك (وتعين على نوائب الحق) جمع نائبة وهي الحادثة ما يحدث في الناس من المصائب.
(1)ولقد أمرنا الله تعالى أن ندعو إلى الخير قال تعالى ” ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير…………”
(2) والدعوة إلى الخير نوع من فعل الخير أو ما يمكن أن نسميه نفع الهداية ! أو تنمية الخير بالدعوة إليه كما هي بممارسة فعله.
ولقد شبه النبى صلى الله عليه وسلم المسلم مرة بالنخلة
كما فى حديث بن عمر قال عليه الصلاة والسلام :” إن من الشجر شجرة مثلها مثل المسلم ”
فأردت أن أقول هى النخلة فإذا أنا أصغر القوم فسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هى النخلة
(3) والنخلة كل ما فيها خير : جذعها وساقها وأوراقها وطلعها والنوى الذى يستخدم فى العلف بل لقد استخلاص الدواء من لحاء النخل
كذلك وهى تعطى فوق كل ذلك الظل الظليل والمنظر الجميل !و
من العجيب أن البخارى رحمه الله بوًب على هذا الحديث باباً سماه الفهم فى العلم والمقصد فهم وجه الشبه بين المسلم والنخلة
وهو ما آتاه الله عبدالله بن عمر رضى الله عنهما على حداثة سنه !