ميلاد قلب (13)
ميلاد قلب (13) مع الداعية محمد عبدالحفيظ
لليقين آثار كثيرة وثمرات عظيمة في حياة العبد ومعاده ، ومن تلك الثمرات ما يلي :
1- اليقين من أعظم أسباب حياة القلب وطمأنينته وقوته ونشاطه وسائر لوازم الحياة ،
فاليقين يزيل الريب والشك والسخط ، ويملأ القلب نورًاً وإشراقًا ورجاءً وخوفًا من الله ومحبة له ، ورضى بما قدر
كذلك وهو من أسباب زيادة أعمال القلوب كالتوكل والإنابة والخوف والخشية وإحسان الظن بالله تعالى ،
ولابد لليقين من علم صحيح يوصل بالخوف والرجاء فهما يدفعان إلى العمل بتحري الإتباع والإخلاص (انظر: مفتاح دار السعادة) .
أيضا وتأمل حال خليل الرحمن إمام الموحدين إبراهيم عليه السلام عندما سأل ربه قائلًا
كما أخبر الله تعالى عنه : ” رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي “ (البقرة: 260)
كذلك فإبراهيم عليه السلام بسؤاله هذا ” أحب أن يترقى من علم اليقين بذلك إلى عين اليقين وأن يرى ذلك مشاهدة ” (تفسير القرآن العظيم)
فقال الله تعالى له : ” أَوَلَمْ تؤْمِنْ “ فأجاب إبراهيم عليه السلام بقوله : ” بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي “
فرضي الله من إبراهيم قوله : ” بَلَى”وعلم سبحانه من حال هذا الرسول الكريم أنه يريد زيادة الاطمئنان واليقين ،
وإزالة ما قد يعترض في النفوس ويوسوس به الشيطان (تفسير القرآن العظيم) .
فازداد إبراهيم عليه السلام باليقين إيمانًا وقوة حجة وبرهان .
ميلاد قلب (13)
2-كذلك اليقين من أعظم أسباب قوة الإيمان وزيادته، وبه تنال الإمامة في الدين ،
كما يقول ابن القيم سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول :
” بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ثم تلا قوله تعالى :
” وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ” (السجدة:24 ) (مدارج السالكين) .
كما أن من ثمراته العظيمة قوة التوكل على الله – كما أشرت في الثمرة الأولى – هذا العمل القلبي العظيم ، أيضا فكلما ازداد اليقين في نفس العبد قوي توكله ،
كما قال تعالى :
“ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ “ (النمل: 79)
كذلك والحق هنا هو اليقين كما ذكر ابن القيم رحمه الله (مدارج السالكين ) .
3-أيضا اليقين سبب لتوفيق الله لعبده للجواب الصحيح حين سؤال الملكين في القبر –
نسأل الله الثبات على الحق –
كما أن اليقين سبب لدخول الجنة:
أيضا فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
«…ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار،
فأوحي إلى أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبًا من فتنة المسيح الدجال ، يقال : ما علمك بهذا الرجل ؟
فأما المؤمن أو الموقن فيقول : هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا ،
هو محمد ثلاثًا ، فيقال نم صالحًا قد علمنا إن كنت لموقنًا به ،
وأما المنافق أو المرتاب فيقول : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته» (أخرجه البخاري ومسلم)