ميلاد قلب (10)
ميلاد قلب (10) مع الداعية محمد عبدالحفيظ
عندما يحب الله سبحانه وتعالي عبده ييسر له فعل الخيرات وأداء الطاعات والإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى والبعد عن الذنوب والمعاصي
كما يقول بن القيم: إن الله إذا أحب عبدا أنشأ في قلبه محبته،
فالإيمان لا يأتيه الله إلا من أحبه في زمن يكثر فيه الفتن والخداع والغش وهذا الرزق يعتبر من أكبر الدلائل على حب الله عز وجل لشخص يحبه،
فالله لا يهدي من لا يحب فهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
أيضا ومن علامات حب الله للعبد أن يهبه الله الأخلاق الحسنة والاتصاف بجميع الصفات الفاضلة والنبيلة
كذلك وأن يقتدي برسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أخلاقه ومعاملاته،
ويجعله الله تبارك وتعالى محبوبا بين الناس، وقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال:
(أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً) ـ رواه الطبراني.
كما قال الشيخ التويجري في (موسوعة فقه القلوب):
علامة محبة الله للعبد أن يقربه الله من نفسه، ويحبب له طاعته، والإيمان به،
ميلاد قلب (10)
ويكرِّه له المعاصي، ويدفع الشواغل والمعاصي عنه، ويوحشه من غيره، ويحول بينه وبين ما يقطعه عنه، كما قال سبحانه:
(وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ
أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ، فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحجرات 7، 8)
أيضا وإذا أحب الله عبداً ابتلاه .. فإن صبر اجتباه .. فإن رضي اصطفاه.
وقال الشيخ محمد عويضة في (فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب):
العلامات التي إذا وجدت في العبد أو أحس بها تدل على أن الله يحبه:
1 ـ حسن التدبير له، فيربيه من الطفولة على أحسن نظام، ويكتب الإيمان في قلبه، وينور له عقله، فيجتبيه لمحبته،
كما يستخلصه لعبادته، فيشغل لسانه بذكره، وجوارحه بطاعته، فيتبع كل ما يقربه إلى محبوبه وهو الله عز وجل،
أيضا ويجعله الله نافراً من كل ما يباعد بينه وبينه، ثم يتولى هذا العبد الذي يحبه بتيسير أموره من غير ذلّ للخلق،
كذلك فييسر أموره من غير إذلال، ويسدد ظاهره وباطنه، ويجعل همه هماً واحداً بحيث تشغله محبته عن كل شيء.
2 ـ الرفق بالعبد، والمراد اللين واللطف، والأخذ بالأسهل وحسن الصنيع.
3 ـ القبول في الأرض، والمراد قبول القلوب لهذا العبد الذي يحبه الرب، والميل إليه، والرضا عنه، والثناء عليه، أيضا كما جاء في الحديث أن النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال:
(إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل،
فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض).