ميلاد قلب (9)
ميلاد قلب (9) مع الداعية محمد عبدالحفيظ
محبة الله على العبد واجبة ولازمة، فيجب عليه أن يتقرَّب إليه بصنوف الطاعات الظاهرة والباطنة،
لكن السؤال الآن الذي يسأله كلُّ واحد منا: هل الله يحبني؟ وما علامة ذلك؟
وعلامات محبة الله لعبده كثيرة، منها:
أولًا: وضع القبول في الأرض،
كما في الحديث:
“إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّ فلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ،
ثمَّ ينَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّ فلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ”.
فهذه منحة عظيمة تأتي من المنحة الأعظم، محبة الله، فمحبة جبريل الأمين فمحبة الملأ الأعلى،
أيضا فلا يذكر في السماء إلا بصفات المدح والثناء عليه، وعلى أثر هذه المحبة يوضع له القبول في الأرض
كذلك وتنشأ له محبة أهل الأرض وبخاصة الصالحين منهم، كلما رآه أحد أحبه، ولربما لم يتعامل معه؛
إلا أن القبول يلاحقه، وتأمل قوله تعالى عن كليمه موسى عليه السلام: “وألقيت عليك محبة مني” .
ميلاد قلب (9)
قال ابن كثير رحمه الله: “أي: عند عدوك جعلته يحبك”، وقال سلمة بن كهيل: “أي: حببتك إلى عبادي، فكان لا يراه أحد إلا أحبه”.
ثانيًا: التوفيق والسداد في أموره كلها، فإن سَمِعَ فبتوفيقه له، وإن نظر فتوفيق الله يلاحقه، ولئن مشى بقدمه فيسدده الله،
كذلك ولئن لجأ إلى الله في شيء أعطاه ما تمني، ولئن استعاذ بالله أعاذه الله من كلِّ مكروه وسوء،
كما في الحديث القدسي،
قال الله: “كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ورجله التي يمشي بها، ويده التي يبطش بها”.
ثالثًا: كما أن مِن علامات محبة الله لعبده يحفظه ويرعاه من شياطين الإنس والجن، ويرعاه في ماله وأولاده.
رابعًا: كذلك يديم عليه نعمة الطاعة ويرزقه الشكر على نعمه والصبر عند الضراء، ويرزقه الاستقامة، وعملًا صالحًا قبل موته ليقبضه عليه،
أيضا ويرزقه قلبًا مخبتًا منيبًا إليه، “يوم لا ينفع مال ولا بنون . إلا مَن أتى الله بقلب سليم”.