التزكيةميلاد قلب

ميلاد قلب (4)

ميلاد قلب (4)

ميلاد قلب (4) مع الداعية محمد عبدالحفيظ

إخلاص السلف الصالح

إن خير وسيلة لاستغلال العزائم، وإذكاء الهمم، وتقويم الأخلاق، والتسامي إلى معالي الأمور،

أيضا والترفع عن سفسافها، والا ئتساء بالأسلاف الأجلاء .. هو قراءة سيرة النبغاء الصلحاء،

كذلك والاقتراب من العلماء النبهاء العالمين المجدين ذوي المجد الرفيع، واغتنام الباقيات الصالحات، وإخلاص النيات!![11] .

وهذه نقطة من بحار السلف.. وعجائبهم.. فارعها قلبك، وإن كانت غريبة في عالمنا..

وأي شيء عندهم لا يكون اليوم غريباً، ولسان حالهم يقول:

تركنا البحار الزاخرات ورائنا          فمن أين يدري الناس أنا توجهنا.

* هذا السليم الأسلم المذكور بالسواد الأعظم الطوسي محمد بن أٍسلم:

 قال خادمه أبو عبد الله: صحبت محمد بن أسلم نيفاً وعشرين سنة لم أره يصلي حيث أراه من التطوع إلا يوم الجمعة،

أيضا ولا يسبح ولا يقرأ حيث أراه، ولم يكن أحد أعلم بسره وعلانيته مني،

وسمعته يحلف كذا وكذا مرة، أن ول قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت، ولكن لا أستطيع ذلك؛ خوفاً من الرياء.

* وهذا سيد الفتيان أيوب بن كيسان المشهور بالسختياني:

 يقوم الليل كله، فيخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.

* كما قال عمرو بن ثابت:[ لما مات علي بن الحسين فغسلوه؛ جعلوا ينظرن إلى آثار سواد بظهره،

فقالوا: ما هذا؟ فقيل: كان يحمل جرب الدقيق ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة.

 * كذلك وعن محمد بن إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم،

فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل.

ميلاد قلب (4)

* أيضا وهذا داوود بن أبي هند يصوم أربعين سنة لا يعلم به أهله ولا أحد، وكان خزازاً يحمل معه غداءه من عندهم، فيتصدق به في الطريق،

ويرجع عشياً فيفطر معهم، فيظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت، ويظن أهله أنه قد أكل في السوق.

* وعمرو بن قيس الملائي أقام عشرين سنة صائماً، ما يعلم به أهله، يأخذ غداءه ويغدوا إلى الحانوت، فيتصدق بغدائه ويصوم، وأهله لا يدرون.

وكان إذا حضرته الرقة، يحول وجهه إلى الحائط، ويقول لجلسائه: ما أشد الزكام.

وقالت سرّية الربيع بن خثيم: كان عمل الربيع كله سراً، إن كان ليجيء الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه.

 كذلك وإمام أهل السنة أحمد بن حنبل يقول عنه تلميذه أبوبكر المروزي: كنت مع أبي عبد الله نحواً من أربعة أشهر، بالعسكر،

أيضا وكان لا يدع قيام الليل، وقراءات النهار، فما علمت بختمة ختمها، وكان يُسر بذلك.

 وقال محمد بن واسع: إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم به.

كذلك ويقول: لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة، قد بل ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته،

ولقد أدركت رجالاً، يقوم أحدهم في الصف، فتسيل دموعه على خده، ولا يشعر به الذي جنبه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى