يسألونك موسم رمضان (5)
يسألونك (موسم رمضان) (5) مع د يوسف عبدالدايم
صفة القبور في السنة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلبناء القبور والدفن صفات بينتها السنة المطهرة إن كان قصدك في السؤال الأبنية ذاتها وهي كما يلي:
1. يحفر للميت لحد في الأرض، واللحد هو أن يحفر في الأرض ثم يعمق القبر من جهة القبلة بقدر ما يسع الميت ويستره،
وهذا هو السنة عند جمهور الفقهاء لقوله صلى الله عليه وسلم: ” اللحد لنا والشق لغيرنا ” . [رواه أبو داود والترمذي].
كذلك وقال بعض الفقهاء ، إن اللحد أفضل إن كانت الأرض صلبة وإن كانت رخوة فالشق أولى خشية الهدم ، والشق هو أن يحفر قعر القبر كالنهر،
واللحد يعمق قدر قامة الرجل المعتدل وقيل إلى الصدر ويوسع طولاً وعرضاً
لقوله صلى الله عليه وسلم: “احفروا وأوسعوا وأعمقوا” . [ رواه الترمذي].
2. يوضع الميت في القبر على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، ويسند وجهه إلى جدار القبر ويسند ظهره بلبنة ونحوها
ذلك ليمنعه من الاستلقاء على قفاه لقوله صلى الله عليه وسلم :
” قبلتكم أحياء وأمواتا ” .[ رواه البيهيقي وأبوداود وصححه السيوطي] ويدخل من قبل رجليه إن كان أسهل وإلا فمن أي جانب،
ويقال بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله”. [رواه الترمذي وحسنه].
3. عند وضع الميت في قبره لا يشق عن كفنه، فلم يرد الشرع بذلك لقوله صلى الله عليه وسلم:
“إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه” رواه مسلم. ومعلوم أن شقه وتخريقه يذهب بحسنه،
كذلك وأما حل العقد من عند رأسه ورجليه فمستحب لأن عقدها كان للخوف من انتشارها، وقد أمن ذلك بدفنه،
وقد روى (أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أدخل نعيم بن مسعود القبر نزع الأخلة بفيه) رواه البيهقي.ش
يسألونك موسم رمضان (5)
4. أيضا ويوضع اللبن (وهو الطوب النيء) على اللحد بأن يسد من جهة القبر ويقام اللبن فيه اتقاء لوجهه عن التراب لقول سعد :
(انصبوا على اللبن نصباً) ويكره أن يوضع على القبر الآجر وهو الطوب المحرق والخشب،
لأن القبر موضع البلى، ثم يهال التراب على القبر سترا له وصيانة،
كذلك ويسن لمن حضر أن يحثوا على القبر قبل أن يهال عليه التراب ثلاث حثيات لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك، وذلك أقوى عبرة وعظة.
5. يرفع القبر قدر شبر فقط، ليعرف أنه قبر ويسنم، والتسنيم للقبر أفضل من تسطيحه لقول سفيان التمار :
( رأيت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مسنما) رواه البخارى.
كما لا يرفع القبر فوق هذا القدر لما روى الجماعة إلا البخاري أن عليا رضي الله عنه بعث أبا الهياج الأسدي وقال :
( ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته).
أيضا وعن القاسم بن محمد قال : (قلت لعائشة: يا أماه، اكشفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه،
فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء). رواه أبو داود.
ويرش الماء على القبر ليثبت ترابه وهو مستحب،
أيضا قال أبو رافع: (سل رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا ورش على قبره ماء) رواه ابن ماجه.
وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رُشَّ على قبره ماء، رواه الخلال.