فقهيسألونك

يسألونك موسم رمضان (19)

يسألونك موسم رمضان (19)

يسألونك موسم رمضان (19) مع د يوسف عبدالدايم

الإعتكاف حكمه ومبطلاته

الاعتكاف لغة: لزوم الشيء وحبس النفس عليه، أما المقصود بالاعتكاف في اصطلاح الشرع

هو: “المكث في المسجد بنية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى”.

حِكمته وحكمه
الحكمة من تشريع الاعتكاف أمور كثيرة يلخصها أنه، شـرع للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى

كذلك وبالتفرغ لعبادته وذكره وتسبيحه واستغفاره وقراءة القرآن،

وبالانقطاع عن الناس والتخفف من الشواغل لأجل ذلك التقرب تزكية للنفس وتنقية للقلب.

أما حُكم الاعتكاف فهو “سنة” بإجماع أهل العلم، ويرى بعض المذاهب الفقهية أنه “سنة مؤكدة

في العشر الأواخر من رمضان. لكن يجب الاعتكاف إذا كان منذورا.

والدليل على سنيته قول الله تعالى: “وَلاَ تبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ” (سورة البقرة، الآية: 187)، وقوله:

“أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ”(سورة البقرة، 125).

وقد اعتكف الرسول صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه في أحاديث صحيحة بعضها رواه البخاري ومسلم،

كذلك ومن بعده اعتكفت زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وبعض أصحابه رضي الله عنهم.

واتفق جمهور العلماء على أن الاعتكاف يُسنّ في كل وقت في رمضان أو غيره،

كذلك وأفضله في رمضان وآكده ما كان في العشر الأواخر منه.

يسألونك موسم رمضان (19)

ولا حد لأقله من حيث مدته عند بعض العلماء، ويرى آخرون أن أقله يوم أو يوم وليلة (24 ساعة).

ويستحب للمعتكف الاشتغال بما يتقرب به إلى الله تعالى كالصلاة والاستغفار والذكر وقراءة القرآن

أيضا والتسبيح، وتعليم القرآن الكريم والحديث النبوي وتدريس العلم.

وكذلك اجتناب ما لا يعنيه من كل قول أو فعل يشغله عن اعتكافه.

شروطه ومبطلاته
يصح الاعتكاف من كل إنسان مسلم عاقل بالغ أو مميز سواء أكان ذكرا أو أنثى،

أيضا ويجب أن يكون المعتكف طاهرا من الحدث الأكبر (الجنابة)، وأن يكون الاعتكاف في مسجد تقام فيه الصلاة للآيتين المتقدمتين،

وأفضله ما كان في المساجد الثلاثة المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس.

ويصح الاعتكاف من غير صوم عند أكثر العلماء لأنه مستحب عندهم لا واجب؛

والأوْلى بالمعتكف أن يصوم أو يعتكف في وقت الصيام (رمضان مثلا).

ويجوز للمعتكف التنظف والتعطر والتزين في الملبس والمظهر.

ويبطل الاعتكاف بحصول أحد الأمور التالية:
1- الجماع إذا كان مرتكبه عامدا عالما ذاكرا لقول الله تعالى:

“وَلاَ تبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ” (سورة البقرة، الآية: 187).

2- الخروج من المسجد، ولا يبطله الخروج لقضاء حاجة دورة المياه، أو للوضوء والاغتسال الواجب،

أو للأكل والشرب إن لم يستطع إحضاره إلا بالخروج، أو لعلاج من مرض شديد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى