فقهيسألونك

يسألونك موسم رمضان (13)

يسألونك موسم رمضان (13)

يسألونك (موسم رمضان) (13) مع د يوسف عبدالدايم

حكم الصوم مع ترك الصلاة

ردا على سؤال ما الحكم فيمن صام رمضان ولكنه لا يصلى؛ هل ذلك يفسِد صيامه ولا ينال عليه أجرًا؟ أنه لا يجوز لمسلمٍ تركُ الصلاة،

وقد اشتد وعيد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لمن تركها وفرط فى شأنها،

حتى قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم:

«الْعَهْدُ الَّذِى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ»

أخرجه الإمام أحمد والترمذى والنسائى وابن ماجة، وصححه الترمذى وابن حبان والحاكم.

ومعنى «فقد كفر» فى هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث التى فى معناه:

أى أتى فعلًا كبيرًا وشابه الكفار فى عدم صلاتهم، فإن الكبائر من شعَب الكُفر،

كما أن الطاعات من شعَب الإيمان، لا أنه قد خرج بذلك عن ملة الإسلام -عياذا بالله تعالى-

فإن تارك الصلاة لا يكفر حتى يجحدها ويكذب بها، ولكنه مع ذلك مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب.

وأضافت دار الإفتاء أن المسلم مأمورٌ بأداء كل عبادة شرعها الله تعالى- من الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها مما افترض الله عليه-

إن كان من أهل وجوبه، وعليه أن يلتزم بها جميعًا، كما قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً”،

وجاء في تفسيرها: أى التزموا بكل شرائع الإسلام وعباداته، ولا يجوز له أن يتخير بينها

ويؤدِّيَ بعضًا ويترك بعضًا فيقع بذلك في قوله تعالى: “أَفَتؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ”..

يسألونك موسم رمضان (13)

وقالت “كل عبادة من هذه العبادات المفروضة لها أركانها وشروطها الخاصة بها، ولا تَعَلُّق لهذه الأركان والشروط بأداء العبادات الأخرى،

فإن أدَّاها المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمتُه من جهتها، ولكنه يأثم لتركه أداء العبـادات الأخرى،

فمن صـام وهو لا يصلي فصومه صحيح غير فاسد؛ لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة،

ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة، ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى،

أما مسألة الأجر فموكولة إلى الله تعالى، غير أن الصائم المُصَلِّى أرجى ثوابًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلى”.

بن عثيمين: لاتقبل منه صلاة لأنه كافر ومرتد

على الجانب الآخر فإن الفتاوى السلفية تشدد على أن تارك الصلاة لا يقبل منه عمل، لا زكاة ولا صيام ولا حج ولا شىء، مستدلين بما رواه البخارى

عن برَيْدَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ”.

ويفسرون “حبط عمله” أى: بَطَلَ ولم ينتفع به.. فهذا الحديث يدل على أن تارك الصلاة لا يقبل اللهُ منه عملاً ،

فلا ينتفع تاركُ الصلاةِ من عمله بشىء، ولا يصْعَدُ له إلى الله عملٌ،

حيث قال ابن القيم رحمه الله تعالى فى معنى هذا الحديث فى كتابه الصلاة: والذى يظهر فى الحديث؛

أن الترك نوعان: تركٌ كليٌّ لا يصليها أبداً، فهذا يحبط العملُ جميعُـه، وتركٌ معينٌ فى يومٍ معينٍ،

فهذا يحبط عملُ ذلك اليومِ، فالحبوطُ العامُّ في مقابلةِ التركِ العامِّ، والحبوطُ المعينُ فى مقابلةِ التركِ المعينِ”.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى