يسألونك موسم رمضان (12)
يسألونك (موسم رمضان) (12) مع د يوسف عبدالدايم
الصلاة علي النبي _ صلي الله عليه وسلم
قال الله سبحانه وتعالى { إنَّ اللهَ وملائكتَه يصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أيُّها الذينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسليمًا } (سورة الأحزاب : 56 ).
فما هو فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ يقول العلماء : الصلاة على النبي من الله رحمة،
أيضا ومن الملائكة استغفار، ومن المؤمنين دعاء، فالمطلوب منا أن ندعوَ الله أن يَزيد من تعظيمه وإكرامه للنبيِّ صلى الله عليه وسلم .
كذلك وإذا كانت النصوص قد أكّدت أن الله سبحانه أعطى لنبيِّه صلّى الله عليه وسلم من المكرُمات ما لا يمكن حصره
إلا أنَّ طلبَنا هذا من الله لنبيِّه يعَدُّ تعبيرًا عن مدى حبِّنا له، وحبنا للرسول علامة من علامات صدق الإيمان،
أيضا فقد ورد في الحديث ” لا يؤمنُ أحدُكم حتى أكون أحَبَّ إليه من والدِه وولدِه ومن النّاسِ أجمعينَ ”
كما جاءت روايات أخرى في هذا المعنى . قال ابن عبد السلام : ليست صلاتنا على النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ شفاعة له،
يسألونك موسم رمضان (12)
فإن مثلَنا لا يشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بمكافأة مَن أحسن إلينا، فإنْ عجزنا عنها كافأْناه بالدعاء،
فأرشدنا الله، لمّا علم عجزنا عن مكافأة نبيِّنا، إلى الصّلاة عليه
وهذه الصلاة تؤدى بأية صيغة كانت، وأفضلها ـ كما قال كثير من العلماء هي الصلاة الإبراهيميّة التي تقال بعد التشهد الأخير في الصلاة،
لأن الأحاديث الصحيحة وردت في أنها هي التي علَّمها النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ لأصحابه عندما سألوه عقِب نزول الآية المذكورة،
في ألفاظ هذه الصلاة الإبراهيميّة خلاف يسير جاءت به الروايات .
كذلك والفوائد التي نَجنيها من فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها فوائد دينيّة تتعلق بمضاعفة الأجر والثواب،
والأحاديث المرغبة فيها كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم ” من صلّى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا ” رواه مسلم ،
أيضا وقوله ” ما من أحد يسلِّم عليَّ إلا ردَّ الله عليَّ روحي حتى أردّ عليه السلام ” رواه أبو داود ،
وقوله ” أولى الناس بي يوم القيامة أكثرُهم عليَّ صلاة ” رواه الترمذي
هذا وقد قال النووي ” الأذكار ص120 ” : إذا صلّى أحد على النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ
كذلك فليجمع بين الصلاة والتسليم، ولا يقتصر على أحدهما، فلا يقل: صلّى الله عليه فقط ولا عليه السّلام فقط.
أيضا ويسَنُّ عند الدعاء أن يبدأ بالحمد لله أو بتمجيده والثناء عليه ثم يصلِّي على النبي
ثم يدعو ثم يختم بالصلاة عليه، والآثار في ذلك كثيرة