ميلاد الحبيب
ياسر عمر 2 | ميلاد الحبيب #صلوا عليه وسلموا تسليما
إن جوانب العظمة في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم من أن يحاط بها،
كذلك أو يتوقف إدراكها على عقل واحد، أو قلب واحد،
ولذلك فإنك ترى أن كل من تشرف بالكتابة عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في أي جانب من جوانب الروعة في سيرته الفريدة، ونهجه القويم،
أيضا قد وفق لوجه جديد لم يكشف من قبل لآخر، وما ذلك إلا لغنى هذه الشخصية العظيمة بكل عظيم من جليل الصفات.
لا ريب أن مهمة كل رسول إنما هي تعليم أمته ودلالتهم على الخير قال تعالى:
{هُوَ الَّذِي بعث فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يتلو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيزكِّيهِمْ وَيعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2].
ومن يقم بهذه المهمة من بعدهم إنما يتشرف بتقمص رداء الرسل،
كذلك وخلافتهم في أجلّ مهنة وأشرفها، وهي إرشاد الناس وتعليمهم باليسر والسماحة،
أيضا وليس بالعسف والقهر والإذلال، قال: «إن الله لم يبعثني معنتًا ولا متعنتًا، ولكن بعثني معلمًا وميسرًا» رواه مسلم.
ميلاد الحبيب
شرف عظيم لكل من أدرج اسمه في قائمة المصلحين أن يشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم في مهمته الجليلة،
ولكنه في الوقت ذاته تكليف عظيم أن يتأسى به صلى الله عليه وسلم أعظم في خلقه ومنهجه،
أيضا فهو القدوة الذي كمّله الله تعالى ليكون أسوة لأمته،
كما يقول معاوية بن الحكم: «ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه».
لقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم أعظم معلم عرفته البشرية على الإطلاق،
كذلك فلقد غيّر أمة بأكملها، وانتشلها من وهدة الحضيض إلى أن أصبح كل فرد منهم سيدًا من سادات الدنيا،
وإذا كانت الدراسات التربوية الحديثة ترى أن أفضل طرق قياس مستوى المعلم تقييم طلابه،
فلقد قوّم طلابه عليم القلوب والألباب ومربيها عز وجل،
لقد تخرج على يدي الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم جيل عرفه التاريخ صفاء ونقاء وحبًّا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والدار الآخرة،
لقد عاشوا –والله- شموسًا في ظلام الكون،
كذلك وسيوفًا في وجه الباطل، ومصاحف تتحرك على الأرض،
وقلوبا ترق لكل ضعيف ومسكين، قوم أعزهم الله بدينه، فكانوا مفاتيح كنوز الأرض وقادتها دون منازع.