صفات من باعوا أنفسهم لله
هذه هي صفات الذين باعوا أنفسهم لله
إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين بمجرد أن يدخل الإنسان في هذا الدين ،
أيضا وبمجرد أن يعلن إيمانه وإسلامه ،فإن البيعة تقع ،وأبشر بها من بيعة ،
كذلك ويا سعادة من وفق في هذه التجارة ،ويا خسارة من يعرض عن هذا البيع أو يخل بشيء من شروطه بعد أن تقع
نوع جعل حياته كلها لله عز وجل، وهو صفوة هذه الأقسام الأربعة، فهو نوع باع نفسه لله عز وجل وقبض الثمن الذي لابد منه وهو الجنة،
أيضا وسلم المثمن وهو نفسه، فهو ينتظر الجزاء:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ} [البقرة:٢٠٧].
لا يحني رأسه لغير الله، ولا يسأل إلا الله، لا يعرف في هذا الكون من يستحق أن يعبد أو يخشى إلا الله،
كما رفض الدنيا كلها في سبيل شراء عقيدته والاحتفاظ بها.
أيضا فقد كان صهيب الرومي رضي الله عنه يريد أن يلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجراً،
وكان رجلاً ثرياً، فيلحقه أهل مكة فيقولون له: يا صهيب! والله لا تغادرنا وقد جئت رجلاً فقيراً،
ثم أنت اليوم ترتحل من أثرى الناس، فيقول: يا قوم! إن كنتم تريدون مالي فإن مكانه في كذا وكذا في مكة،
وإن كنتم تريدون أن تصرفوني عن اللحاق بمحمد صلى الله عليه وسلم فإني والله من أرمى العرب،
ووالله لا أترك سهماً في كنانتي حتى أصيب به واحداً منكم أو تتركوني وتخلوا بيني وبين نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، فيقولون: دلنا على مالك،
فيدلهم على جميع ماله، ويخرج بنفسه لاحقاً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يكاد يصل المدينة حتى تتلى هذه الآية في حقه
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة:٢٠٧]
صفات من باعوا أنفسهم لله
كما يقول الله تعالى ،في محكم تنـزيله في سورة التوبة:
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن
ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم
التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين