هذه هي النفس الظالمة
من الذنوب العظيمة التي حرمها الله على عباده ورتب عليها العقوبة في الدنيا والآخرة، الظلم، والنفس الظالمة تظلم نفسها أولاً قبل أن تظلم الناس قال الله تعالى:
(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) “سورة إبراهيم، الآية 42”، وقال عز وجل:
(فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون) “سورة النمل، الآية 52.
ويقول الدكتور عبد الجواد المحص، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر:
من صفات النفس الإنسانية أنها تظلم نفسها وتظلم غيرها، قال الله تعالى:
(ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون) “سورة يونس، الآية 54”،
والظلم هنا معناه الشرك، فالنفس عندما تظلم نفسها بشركها وكفرها بالله لو استطاعت أن تفتدي بالمال والكنوز من النار ما بخلت على نفسها،
ولكنها عندما ترى النار تندم على ما فعلت من ظلم، وهذا دليل واضح على إعجاز القرآن الكريم في تأثيره على النفس الإنسانية
ذلك بظلمها وعبادتها لغير الله والقرآن الكريم أبرز ندم النفس على ما صنعت من ظلم وكفر بالله حتى يحتاط المؤمن لآخرته وينيب إلى ربه.
نهي وعقاب ورد نهي شديد وعقاب ووعيد للنفس الظالمة في السنة النبوية،
كما جاء في الأحاديث القدسية والنبوية عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال:
(يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدون أهدكم …)
هذه هي النفس الظالمة
هذا الحديث يدل على تحريم الظلم ولذلك كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحذر أصحابه من ظلم الناس؛
لأن المرء يوم القيامة يحاسب عن كل صغيرة وكبيرة،
ويجب على الإنسان المؤمن أن يحرص على براءة ذمته من حقوق الآخرين،
وأن يتحلل منهم قبل يوم القيامة، حيث لا درهم ولا دينار وإنما الحسنات والسيئات،
كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
“من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم
إن كان له عمل صالح أخذ منها بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه”.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: “الظلم ظلمات يوم القيامة”،
أيضا وفي هذا الحديث تحذير من الظلم والحث على العدل والشريعة الإسلامية قائمة على العدل تأمر به وتنهى عن الظلم،
قال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل)، وقال تعالى:
(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)،
إذا فالإيمان عدل والشرك بالله ظلم. وأعظم الظلم وأشده الشرك بالله
كما قال تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم)، والنفس الظالمة تخل بواجباتها تجاه الله تعالى ولا تقوم بأصول الإيمان
كذلك ولا بشرائع الإسلام من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت الحرام والجهاد في سبيل الله قولاً وفعلاً.