التزكيةميلاد قلب

ميلاد قلب (7)

ميلاد قلب (7)

ميلاد قلب (7) مع الداعية محمد عبدالحفيظ

تعريف المحبة: هي ميل القلب إلى المحبوب، ومحبة الله هي أساس الإيمان وأصل العبادة، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يحِبُّهُمْ وَيحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ

يجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54]،

أيضا فبيَّن الله صفةَ أهل الإيمان الكمَّل أنهم يحبهم الله وهم يحبونه، ثم أثمر حبُّهم هذا لله أن صاروا يحبون إخوانَهم المؤمنين في الله.

ومعنى ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمؤْمِنِينَ ﴾: أنهم رحماء متواضعون لهم.

أيضا وهذا حال المؤمن الذي يحب الله جل وعلا، إذا أحب المخلوقين فمحبتُه تابعة لمحبة الله،

فحبه للرسول صلى الله عليه وسلم، وحبه للمؤمنين، وحبه للطاعات والأماكن والأزمنة التي يحبها الله –

هو في الحقيقة حب لله تعالى، وهو من كمال محبة الله جل وعلا، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165]،

فالمؤمنون يحبون الله أعظم حبٍّ؛ حب العبادة، حب مع ذل وانقياد وخضوع.

ميلاد قلب (7)

 

حلاوة الإيمان مبنيَّة على المحبة:

في حديث أنسٍ مرفوعًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ مَن كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكونَ الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما،

وأن يحبَّ المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار))؛ (رواه البخاري 6941)،

إذا فحب الله جل وعلا هو حياة القلوب، ونعيمُ الأرواح، وقرة العيون، وأعلى نعيم الدنيا

• فمن أحبَّ غير الله تعالى محبة العبادة، فقد أشرك، وهذا مِثل حال المشركين وعَبَدة الأوثان وعبَّاد القبور،

كذلك تجد أحدهم يتوجَّه لقبرِ الوليِّ وفي قلبه محبةٌ لذلك الولي وتعظيم له،

أيضا مما يجعله في رغب ورهب، فيتوجه لهذا الولي بأنواع العبادات؛ من دعاء، واستغاثة، واستعانة، وذبح، ونذر، وغيرها؛

لأجل تحصيل مطلوبه، فهذه هي محبة العبادة التي يعد صرفها لغير الله تعالى شركًا أكبر

الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها:

1) قراءة القرآن بالتدبُّر والتفهم لمعانيه وما أريدَ به؛ كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مرادَ صاحبه.

2) التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض.

3) دوام ذكره سبحانه على كل حال؛ باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبُه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر.

4) إيثار محابِّه على محابك عند غلَبات الهوى.

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى