التزكيةميلاد قلب

ميلاد قلب (3)

ميلاد قلب (3)

ميلاد قلب (3) مع الداعية محمد عبدالحفيظ

أولاً: الإخلاص

تعريفه:

 لغة: الإخلاص لله في الطاعة بترك الرياء.

واصطلاحاً: هو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك.

وقيل: أن يخلص قلبه لله فلا يبقى فيه شرك لغير الله، فيكون الله محبوب قلبه، ومعبود قلبه، ومقصود قلبه فقط.

كذلك وقيل: الإخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن، والرياء أن يكون ظاهره خيراً من باطنه.

وقيل: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق.

أهميته:

إن مما يدل على أهمية الإخلاص ما ورد في الكتاب والسنة من كثرة ذكره، والتحذير من التفريط فيه ،

أيضا وبيان أنه شرط من شروط قبول العمل الصالح عند الله،

قال الله:{وَمَا أمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حنَفَاء وَيقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} سورة البينة(5).

كذلك وقال تعالى:{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مخْلِصًا لَّهُ الدِّين أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} سورة الزمرَ (2- 3).

وقال تعالى:{قلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مخلصا لَّهُ دِينِي فاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دونِهِ } سورة الزمر (15- 14).

فالإخلاص لله شرط لقبول العمل، والله لا يقبل  من العمل إلا ما أريد به وجهه،

ولهذا قال تعالى:  {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} سورة الفرقان))(23)

 وذلك لأنها فقدت الشرط الشرعي، إما الإخلاص فيها،

ميلاد قلب (3)

وإما المتابعة لشرع الله، فكل عمل لا يكون خالصاً وعلى الشرعية المرضية فهو باطل.

وقد جمع هذين الشرطين الإمام حافظ حكمي -رحمه الله- في سلم الوصول فقال:

شرط قبول السعي أن يجتمعا           فيه إصابة وإخلاص معـاً

لله رب العـرش لا سـواه            موافق الشرع الذي ارتضاه

وكـل ما خـالف للوحيـين           فإنـه رد بغـير مـين

كذلك وترك الإخلاص هو مما خالف الوحيين الكتاب والسنة؛ فإنهما قد جاءا بإثبات هذين الشرطين، وجعلهما شرطين في قبول الأعمال.

أيضا وقال تعالى:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} سورة الملك(2)

كما قال الفضيل بن عياض – رحمه الله-

أخلصه وأصوبه. قالو: ما أخلصته وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل،

أيضا وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً. والخالص: أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة؛

ثم قرأ قوله تعالى:

{قلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} سورة الكهف(110).

وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهوَ محْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} سورة النساء)(125)

كذلك وإسلام الوجه هو: إخلاص القصد والعمل لله، والإحسان فيه متابعة رسوله – صلى الله عليه وسلم- وسننه.

 

أيضا وفي الحديث الإلهي يقول الله –تعالى-: ” أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه غيري،

فهو للذي أشرك به. وأنا منه بريء”[7].

أيضا ولا شك أن الإخلاص من أعمال القلوب بل هو من أهمها وأعظمها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى