ميلاد قلب (21)
ميلاد قلب (21) مع الداعية محمد عبدالحفيظ
مرتبة مراقبة الله عز وجل
الحديث وفي آخره قَالَ : ” فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ “ [ متفق عليه ] .
أيضا من هذا الحديث نعلم أن مراتب الدين كما وردت :
الإيمان ، والإسلام ، والإحسان .
وسوف نتحدث في هذه العجالة عن مرتبة المراقبة والخشية وهي الإحسان .
إذا فالإحسان معناه مراقبة الله تعالى في السر والعلن ، مراقبة من يحبه ويخشاه ، ويرجو ثوابه ويخاف عقابه ، بالمحافظة على الفرائض والنوافل ، واجتناب المحرمات والمكروهات .
والمحسنون : هم السابقون بالخيرات المتنافسون في فضائل الأعمال .
أما أدلته فهي كثيرة :
كما هو من الكتاب قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ همْ محْسِنُونَ } [ النحل : 128 ] .
أيضا ومن السنة ما جاء في حديث جبريل عليه السلام أنه سأل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم فقال : أخبرني عن الإحسان .
فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم :
” أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك “ .
ومقام المراقبة ركن واحد ، وهو أن تعبد الله كأنك تراه ،
فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، أن تكون عابداً لله على النحو الذي أمر اللهُ جل وعلا به وأمر به رسولُه ،
أيضا فلتعلم أن الله جل وعلا مطلع عليك ، عالم بحالك ، يرى ويبصر ما تعمل وتقول ،
كما يعلم ظاهر عملك وخفيه ، يعلم خلجات صدرك ، ويعلم تحركات أركانك وجوارحك
خطورة معصية الخلوة :
إذا لابد لكل إنسان أن يخلو بنفسه أحياناً ، لأي غرض من الأغراض ، من الناس من يخلوا بنفسه لمعاتبتها ومحاسبتها ،
أيضا ومنهم من يخلو لمعصية الله لأن الناس لا يرونه ، ومن من يبتعد عن الناس قليلاً يقرأ ويكتب ويسمع ما ينفعه
ميلاد قلب (21)
كما يزيده قرباً من ربه تبارك وتعالى وهكذا الناس في خلواتهم تختلف مشاربهم وأغراضهم .
كذلك وهذا حديث عظيم الخطورة لمن انتهك حرمات الله في الخلوات ،
أيضا لا يراقب الله تعالى ، ولكن يراقب البشر الذين لا ينفعونه ولا يضرونه شيئاً ، ونسي أن الله معه يسمع ويرى :
عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ :
” لأَعْلَمَنَّ أَقْوَاماً مِنْ أمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضاً ، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُوراً ” ،
قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا ، أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ ، قَالَ :
” أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ”
[ رواه ابن ماجة وصحح إسناده البوصيري ، وصححه الألباني في الصحيحة 2/18 ] .
اللهم لا تجعلنا منهم ، اللهم لا تجعلنا منهم ، اللهم لا تجعلنا منهم ، يا حي يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام