مفاهيم أسرية والعلاقة بين المخطوبين
الخِطبة تختلف في عرف بعض الناس عن غيرهم، البعض يطلقها كالعقد الشرعي،
مع عدم الدخول بالزوجة، وآخر يطلقها على مجرد تلمس التزويج من امرأة ما،
وبهذا المعنى هي أجنبية عنه وإن أخذ إذنا بالموافقة.
وقد قال أهل العلم في ذلك: (مجرد الخطبة بين الرجل والمرأة، لا يحصل بها عقد النكاح،
فلكل من الرجل والمرأة، أن يعدل عن الخطبة إذا رأى أن المصلحة في ذلك، رضي الطرف الآخر أو لم يرض).
فلا ينبغي لأحد، أن يتساهل في الخلوة أو المصافحة؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:
(لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له) رواه الطبراني وصححه الألباني.
ضوابط العلاقة بين المخطوبين
يجب على المخطوبة، أن تعلم أن الخاطب إذا وجد منها، الحزم والشدة والاستقامة والصلاح،
فإنه سيزداد تمسكه بها، وبالتالي فإن هذا سينعكس في حياته، ويغير مسيرة حياته إلى استقامة وصلاح.
الشيطان يتدرج في دعوته إلى الباطل، فقبل أن يوقع المسلم في الزنا، يجره إليه عبر الخلوة بالمرأة، ومحادثتها ومن ثم تقبيلها، ثم يكون اللقاء المحرم، والكبيرة المنكرة الزنا والعياذ بالله.
عدم الافراط في الثقة العمياء، فكم من امرأة وقعت فريسة نتيجة سذاجتها،
فلا ينبغي في مثل هذا حسن الظن، بل يجب أن تحرص غاية الحرص وتحذر غاية الحذر.
مفاهيم أسرية والعلاقة بين المخطوبين
وما ذكر من الحاجة إلى معرفة كل منكما الآخر والتأقلم معه لا يبيح ما هو محرم بين الخاطبين،
هذا بالإضافة إلى أن الكلام بينهما قد يكون فيه نوع من التصنع والادعاء
وسرعان ما يتبين بعد الزواج أن الأمر على خلاف ذلك فيكون الشقاق ثم الطلاق.
هذا بالإضافة إلى أن الانسجام بين الزوجين في الحياة الزوجية أمر ميسور
لا يحتاج إلى إجراء نوع من التعارف أو الجلسات أو المحادثات قبل الزواج،
ففطرة الرجل والمرأة أن يكون كل منهما سكنا للآخر،
قال تعالى:
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. { الروم: 21 }.
وأما موضوع الخجل من الحديث مع الخاطب فهذا هو الأصل في المرأة الملتزمة بدينها،
فالخاطب ـ كما تقدم في صدر الجواب ـ ما يزال أجنبيا عن المخطوبة،
وليس لها الحديث معه إلا لحاجة وبقدرها، وتحدثه كما تحدث الأجانب بدون خضوع في القول ولا فيما تسميه مشاعر نحوه،