التزكيةلنثبت به فؤادك

لنثبت به فؤادك (3)

لنثبت به فؤادك (3)

  كما أن للعين نور تبصر به وترى ما حولها ؛ فإذا ما غاب عنها عميت ، كذلك فإن للقلب نور يبصر به ، ويرى حقائق الأمور فإذا ما غاب عنه ذلك النور عمِي وتاه وتخبط ﴿ وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء : 72] .

ونور القلب هو أهم مظهر لحياته، فبدونه يصير القلب مُظلما، قاسيًا ضيقًا موحشًا.

فإذا ما دخله بصيص من نور الإيمان تغيرت طبيعته، وتحسنت حالته، وظهرت بعض الآثار الإيجابية على صاحبه.

وعندما يستمر النور في الدخول، والإيمان في الزيادة والنمو ؛ يتنوَّر القلب أكثر وأكثر ، وتتحسن صحته، وينعكس ذلك بالإيجاب على اهتمامات وسلوك صاحبه.

أما إذا ما دخل نور الإيمان القلب – بإذن الله – ثم لم يعمل صاحبه باستمرار على زيادته؛ فسينقص حجمه ، وقد يضمحل ،

وينزوي في القلب ، ومن ثَمَّ تزحف الظلمة إليه مرة ثانية لتكون النتيجة :

اختفاء الكثير من الآثار الإيجابية والثمار الطيبة للإيمان ﴿فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قلُوبُهُمْ ﴾ [الحديد : 16].

ويكفيك لتأكيد هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم:

« إن الإيمان يَخْلَق في القلوب كما يخلق الثوب فجددوا إيمانكم ».

لنثبت به فؤادك (3)

 يقظة القلب هي البداية :

كما أن للبدن مراحل نمو ، كل مرحلة لها سماتها ومظاهرها ، كذلك الإيمان في القلب .

والمرحلة الأولى للنمو الإيماني هي مرحلة « بداية اليقظة » .. يقظة القلب بنور الإيمان ،

حيث يمنُّ الله عز وجل على العبد بإدخال نور الإيمان إلى قلبه ،

لتبدأ الحياة تدب في جنباته ، وتبدأ معها مرحلة جديدة في مسيرة صاحبه …

وكيف لا ، والقلب – قبل يقظته – مظلم قد سيطر عليه الهوى وتحكم في مشاعره ..

يفرح بما تفرح به نفسه وهواها ، ويغضب لها ، ويحزن على ما يفوتها أو يضايقها

﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾ [الأنعام : 122

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى