التزكيةلنثبت به فؤادك

لنثبت به فؤادك (24)

لنثبت به فؤادك (24)

عرض الله تعالى طاعته وفرائضه وحدوده على السموات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت أثيبت وجوزيت ، وإن ضيعت عوقبت ،

كذلك فأبت حملها إشفاقًا منها أن لا تقوم بالواجب عليها ، وحملها الإنسان ، إنه كان ظلوما جهولا .

إذا هذا هو تفسير قول الله عز وجل :

( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) الأحزاب / 72 .

كذلك وتفسير الأمانة بالتكاليف الشرعية هو قول ابن عباس والحسن البصري ومجاهد وسعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم وابن زيد وأكثر المفسرين .

راجع : “تفسير الطبري” (20 /336- 340) – “تفسير ابن كثير” (6 / 488-489) – “الجامع لأحكام القرآن” (14 /252- 253) – “فتح القدير” (4/437) .

قال قتادة : الأمانة : الدين والفرائض والحدود .

وقيل : بل عنى بالأمانة في هذا الموضع : أمانات الناس .

أيضا وقال بعضهم : الغسل من الجنابة .

وقال زيد بن أسلم : الأمانة ثلاثة : الصلاة ، والصوم ، والاغتسال من الجنابة .

لنثبت به فؤادك (24)

كذلك قال ابن كثير رحمه الله :

” وكل هذه الأقوال لا تنافي بينها ، بل هي متفقة وراجعة إلى أنها التكليف ، وقبول الأوامر والنواهي بشرطها ، وهو أنه إن قام بذلك أثيب ،

أيضا وإن تركها عوقِبَ ، فقبلها الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه ، إلا مَنْ وفق اللَّهُ ” انتهى .

“تفسير ابن كثير” (6 / 489) .

كما قال الطبري رحمه الله :

” وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قاله الذين قالوا: إنه عُنِي بالأمانة في هذا الموضع:

جميع معاني الأمانات في الدين وأمانات الناس وذلك أن الله لم يخص بقوله :

(عَرَضْنَا الأمَانَةَ) بعض معاني الأمانات لما وصفنا” انتهى . “تفسير الطبري” (20 / 342) .

كذلك وقال القرطبي رحمه الله :

” الأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال ، وهو قول الجمهور ” انتهى .

“الجامع لأحكام القرآن” (14 / 252)

وقال السعدي رحمه الله :

” جميع ما أوجبه الله على عبده أمانة ، على العبد حفظها بالقيام التام بها ،

وكذلك يدخل في ذلك أمانات الآدميين ، كأمانات الأموال والأسرار ونحوهما ،

أيضا فعلى العبد مراعاة الأمرين ، وأداء الأمانتين ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى