التزكيةلنثبت به فؤادك

لنثبت به فؤادك (23)

لنثبت به فؤادك (23)

يا لروعة القرآن، يقف المؤمن أمامه مندهشا من كثرة كنوزه وهداياته،

وهذا ما أراده الله تعالى في الحث على تدبره والتمسك به والاستنارة والاستهداء به،

فالقرآن حياتنا الحقيقية، وسمّاه الله روحا ونورا وهدى وفرقانا وشفاء وذكرا ورحمة وبركة،

وهي تنعكس تلقائيا على من يعيش مع القرآن، ويشرب من معينه، ويسير في ظله.

وحق الإنعام الشكر للمنعم، لا كفران النعمة والمنعِم سبحانه،

فكانت السورة في عمومها تثبت الأدلة الكونية والنفسية على وجود الله وقدرته وبديع صنعه،

فمن كان كذلك فهو حقيق بالعبادة والتوجه إليه وحده، سبحانه.إنه شأن القسْم المكي من القرآن كله،

يبين الله كل ما يهدي العبد إلى توحيد الله تعالى، في آيات الله المبثوثة،

ومن خلال القصص الذي يحكي حوار الأنبياء مع أقوامهم، وهذان المنهجان في العموم يشكلان زادا ثريا للداعية، ويؤهلانه ليكون متميزا،

فلا غنى لأي واحد منا من أن يوضح حقائق الوجود الدال على الموجد سبحانه، وأن يستصحب التاريخ البشري،

فلولا أهميته لما كان ثلث القرآن قصصا، وفي هذه السورة (الأنعام) كان الاقتصار على إثبات الإيمان من خلال الآيات المبثوثة،

وهناك قصة واحدة في جزئية منها، متعلقة بإبراهيم عليه السلام، وهي في صلب مسألة إثبات توحيد الله تعالى.
وعودة إلى العنوان، فهو مثل ضربه الله لمن يعيش في النور، ومن هو غارق في الظلمات،

هل يستويان؟! فالحياة الحقيقية هي التي تكون في هذا النور وطاعة الله، يقول تعالى:

“أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها؟

كذلك زيِّن للكافرين ما كانوا يعملون“، والنور هنا هو القرآن،

لنثبت به فؤادك (23)

ويشير النص إلى ما قد زيِّن للكافرين من أعمال تصدهم عن النور وتحجبهم عنه، جهلا أو تقليدا أعمى، أو كفرا متعمدا ابتداء.
يقودنا إلى هذا ما ذكره الله قبل هذه الآية مباشرة،

حيث يقول تعالى: “وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم، وإن أطعتموهم إنكم إذا لمشركون”،

فهي تتحدث عن وسوسة الشياطين، ولا ننسى أن أعداء الإنسان ثلاثة، نفسه التي بين جنبيه، والشيطان، وأهل السوء،

وقد ذكرت الآية الشياطين، وذكرت آية بعدها مباشرة أهل السوء، فقال تعالى:

“وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون”،

ولعل من دلالات كلمة المكر ما يمكن أن يعم الإفساد والإضلال والصد عن الله وإشاعة الفاحشة،

وهذا ما تقوم عليه مؤسسات كثيرة وأفراد أكثر،

والحقيقة أنهم يضرون أنفسهم دنيا وآخرة، فهذا النور أعظم من أن يحجبه مخلوقون، يحاولون إطفاءه، ولكن هيهات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى