الحكاية من البداية مع د مروة إبراهيمبرامجنا

فسجدوا إلا إبليس

فسجدوا إلا إبليس

(فسجدوا إلا إبليس) الحكاية من البداية (6) مع د مروة إبراهيم | قناة دعوة

وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين

“وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم” لما أنبأهم بأسماء ، وعلمهم ما لم يعلموا ، أمرهم بالسجود له .. ذلك على وجه التحية والتكرمة تعظيما له ، واعترافا بفضله ، واعتذارا عما قالوا فيه .. كذلك وهذه كرامة عظيمة من الله تعالى لآدم عليه السلام : فسجدوا إلا إبليس أبى  .. أي : امتنع عن السجود “واستكبر” أي : تكبر ، وقال : أنا خير منه .. إذا فالسين للمبالغة “وكان” في سابق علم الله أو صار “من الكافرين” .

كما أن للناس في هذا السجود أقوال : أحدها أنه تكريم لآدم ، وطاعة لله ، ولم يكن عبادة لآدم .. أيضا وقيل : السجود لله ، وآدم قبلة ، أو السجود لآدم تحية ، أو السجود لآدم عبادة بأمر الله ، وفرضه عليهم .. كما ذكر ابن الأنباري عن الفراء ، وجماعة من الأئمة : أن سجود الملائكة لآدم ، كان تحية ، ولم يكن عبادة.. أيضا وكان سجود تعظيم وتسليم وتحية ، لا سجود صلاة وعبادة .. كذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية : قال أهل العلم : السجود كان لآدم بأمر الله وفرضه .

فسجدوا إلا إبليس

أيضا وعلى هذا إجماع كل من يسمع قوله . فإن الله تعالى قال : اسجدوا لآدم ولم يقل : إلى آدم . وكل حرف له معنى ، وفرق بين “سجدت له” ، وبين “سجدت إليه” . قال تعالى : لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ولله يسجد [ ص: 102 ] من في السماوات والأرض أجمع المسلمون على أن السجود للأحجار ، والأشجار ، والدواب محرم ، وأما الكعبة ، فيقال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بيت المقدس ، ثم صلى إلى الكعبة ، ولا يقال صلى لبيت المقدس ، ولا للكعبة . والصواب أن الخضوع بالقلوب ، والاعتراف بالعبودية ، لا يصلي على الإطلاق إلا لله سبحانه .

وأما السجود فشريعة من الشرائع يتبع الأمر . فلو أمرنا سبحانه أن نسجد لأحد من خلقه ، لسجدنا طاعة واتباعا لأمره . فسجود الملائكة لآدم عبادة لله ، وطاعة ، وقربة يتقربون بها إليه . وهو لآدم تشريف وتعظيم وتكريم . وسجود إخوة يوسف له تحية وسلام. ولم يأت أن آدم سجد للملائكة . بل لم يؤمر بالسجود إلا لله رب العالمين .

وبالجملة ، أهل السنة قالوا : إنه سجود تعظيم وتكريم وتحية له . وقالت المعتزلة : كان آدم كالقبلة يسجد إليه ، ولم يسجدوا له . قالوا ذلك هربا من أن تكون الآية الكريمة حجة عليهم ; فإن أهل السنة قالوا : إبليس من الملائكة ، وصالح البشر أفضل من الملائكة ، واحتجوا بسجود الملائكة لآدم . وخالفت المعتزلة في ذلك وقالت : الملائكة أفضل من البشر ، وسجود الملائكة لآدم كان كالقبلة ، ويبطله ما حكى الله سبحانه عن إبليس : قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى