التزكية

صفقات رمضانية (2)

صفقات رمضانية (2)

صفقات رمضانية (2) مع د محمود القلعاوي

أهمية الدعاء ومكانتُه:

للدعاء مكانة عظيمة تتمثَّل فيما يلي:

أ- الدعاء من أعظم العبادات وأجلِّها؛ فعن النعمان بن بشير – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن الدعاء هو العبادة)).. ثم قرأ: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه، وصحَّحه ابن حبان[1].

ب-أيضا الدعاء محبوب لله – عز وجل – فهذا نبيُّه – صلى الله عليه وسلم .. يقول: ((ليس شيء أكرم على الله – عز وجل – من الدعاء))؛ رواه أحمد[2].

ت-كذلك في الدعاء إظهار لذلِّ العبوديَّة لله -تعالى.. أيضا والافتقار إليه، ونفْي الكبرياء عن عبادته.

خاصية الدعاء في رمضان:

أيضا للدعاء في رمضان خاصية عظيمة؛ حيث اجتمَع فيه فضيلتان..  هما: فضْل الزمان، وحال الصيام، ولقد نبَّه القرآن الكريم إلى خاصيَّة الدعاء في الصيام.. حيث إن الله -تعالى- ذكَر استجابته لدعاء الداعين في أثناء آيات الصيام، فبدأ بفرضية الصيام وبعض ما يتعلَّق به.. ثم قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]،

كذلك ثم عاد لذِكر بعض ما يتعلق بالصيام؛ قال العلماء – رحمهم الله تعالى -: وفي ذِكره -تعالى- هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العِدة، بل وعند كل فطرٍ، بل في حال الصيام كله[3]؛ اهـ.

كما ثبَت من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطِر، ودعوة المظلوم))؛ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه بإسناد صحيح، وحسَّنه الترمذي وابن حجَر، وصحَّحه ابن خزيمة وابن حبان، فعلى الصائم أن يَحرِص على الدعاء أثناء صيامه، ويُكثِر منه؛ فإنه مجابٌ – بإذن الله تعالى.

 

آداب الدعاء:

أيضا من آداب الدعاء ما يلي:

أولاً: وجوب إخلاص الدعاء لله وحده لا شريك له، ومِن أعظم الشرك: دعاء غير الله -تعالى- والاستغاثة به.

ثانيًا: كذلك وجوب إطابة المطعَم، وذلك بكسب الحلال، وتجنُّب الكسب الحرام.

ثالثًا: مشروعيَّة استِحضار القلب حين الدعاء، وعدم الغَفلة فيه.

رابعًا: مشروعيَّة الإيقان بالإجابة أو رشجائها حين الدعاء.

خامسًا: استحباب ابتداء الدعاء المُستقلِّ بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسوله – صلى الله عليه وسلم.

سادسًا: مشروعيَّة دعاء الله – تعالى – بأسمائه الحُسنى المناسبة للدعاء المَطلوب؛ ففي الدعاء بالمغفرة والرحمة يُدعى باسمه الغفور والغفار والرحيم والرحمن، وعند الدعاء بطلب المال والولد يُدعى باسمه الكريم والمنان والوهاب، ونحو ذلك.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى