صفقات رمضانية (1)
صفقات رمضانية (1) مع د محمود القلعاوي
التـــوبـــــة
من أعظم نعم الله على عباده أنْ فتح لهم باب التوبة والإنابة ، وجعل لهم فيه ملاذاً آمناً ، وملجأً حصيناً ، يلجأ إليه المذنب ، معترفاً بذنبه ، مؤملاً العفو والرحمة في ربه ، نادماً على فعله ، ليجد في قربه من ربّه ما يزيل عنه وحشة الذَّنب ، وينير له ظلام القلب ، وتتحول حياته من شقاء المعصية وضيقها وشؤمها ، إلى نور الطاعة وسعادتها وبركتها . فقد دعا الله عباده إلى التوبة مهما عظمت ذنوبهم ؛ وجلَّت سيئاتهم ، بل وأمرهم بها ؛
ورغبهم فيها مراراً ، ووعدهم بقبول توبتهم ، وتبديل سيئاتهم حسنات ؛ رحمة منه ولطفاً بالعباد . ومنزلة التوبة – كما قال العلماء – هي أول المنازل وأوسطها وآخرها ، لا يفارقها العبد ولا ينفك عنها حتى الممات ، وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل بها ؛ واسْتصحبها معه ، فهي بداية العبد ونهايته ،
صفقات رمضانية (1)
ولذا خاطب الله بها أهل الإيمان الراسخ ؛ وخيار خلقه وأفاضلهم .. أيضا وأمرهم أن يتوبوا إليه سبحانه ؛ مع إيمانهم وصبرهم وجهادهم .. كما علق الفلاح بها، فقال سبحانه : ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) النور:31 .. لذلك اقرأ أيضا: مجالس رمضان: توديع رمضان إظهار العبادات في مواقع التواصل
أيضا ورمضان من أعظم مواسم التوبة والمغفرة ؛ وتكفير السيئات .. كذلك ففي الحديث الذي رواه مسلم : عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.. ” الصلواتُ الخمسُ ، والجمعةُ إلى الجمعة ، ورمضانُ إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر” … كيف وقد جعل الله صيامه ؛ وقيامه ؛ وقيام ليلة القدر على وجه الخصوص ؛ إيماناً واحتساباً ؛ مكفراً لما تقدم من الذنوب ؟!
كذلك فعن أَبِي هريرَةَ قَال قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ علَيه وسَلَّمَ : ” مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ؛ غفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ” .. رواه البخاري (38) ومسلم (760).. وعنه رضي الله عنه : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ؛ غفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ” .. كذلك رواه البخاري (37) ومسلم (759).
أيضا ومعنى إيماناً : أي أنه حال قيامه مؤمناً بالله تعالى .. ومصدقاً بوعده وبفضل القيام ، وعظيم أجره عند الله تعالى … كذلك واحتساباً : أي محتسباً الثواب عند الله تعالى ؛ لا بقصد آخر من رياء ونحوه … أيضا وعَنه رَضِي اللَّهُ عنه : عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ علَيه وسلَّم قَال : فِرَ” مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا واحْتِسَابًا ؛ غفر لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ” . رواه البخاري (1901) ومسلم (759).