زاد المهاجر في الشعور بالعنصرية
لا تنبع العنصرية من البشرة بل من العقل البشري، ويجب أن يعالج هذف الأوهام العقلية، التي أفرزت مفاهيم زائفة.
كذلك ففي جذور الشعور بالعنصرية تقبع الفكرة الخاطئة، بان الجنس البشري مكون من حيث الأساس من أجناس منفصلة. وطبقات متعددة،
وأن هذه الجماعات البشرية المختلفة تتمتع بكفاءات عقلية وأخلاقية وبدنية متفاوتة تستوجب أنماطاً مختلفة من التعامل.
كما أن الحقيقة أنه لا يوجد سوى جنس بشري واحد. فنحن شعب واحد يسكن كوكباً واحداً.
هذا الشعب مرتبط بمصير مشترك ومرهونة بأن “تكون كنفس واحدة”.
الحل في الشعور بالعنصرية
إن الاعتراف بهذه الحقيقة، هو الترياق الأمثل لمرض الشعور بالعنصرية،
كذلك والخوف من الآخر ولسائر مظاهر التفرقة.
ويجب فهم هذه الحقيقة والذي من شأنه أن ينقل الإنسانية،
أيضا إلى مرحلة تتجاوز فيها الأفكار الوسطية من التسامح المبني على تعدد الثقافات.
مثل هذه المفاهيم تمثل خطوات فعالة نحو عالم عادل وسلمي،
ولكنها لا تكفي وحدها لاستئصال الآلام المتأصلة للعنصرية ولسائر أنواع التعصب.
زاد المهاجر في الشعور بالعنصرية
إن مبدأ وحدة العالم الإنساني، يضرب وتراً حساساً في أعماق الروح. فهو ليس مجرد طريقة للحديث عن مثاليات للتضامن.
أيضا ولا هو مجرد مفهوم غامض أو شعار.
ولكنه يعكس حقيقة أبدية، روحية، أخلاقية ومادية تبلورت خلال عملية بلوغ الجنس البشري مرحلة النضج في القرن العشرين.
مواجهة الإسلام لكافة أشكال العنصرية
كذلك ونجد أن الإسلام قد استشعر خطورة هذه الظاهرة منذ نشأته، حيث جاء الإسلام في مجتمع تنتشر فيه أفكار تفرق بين الحر والعبد، والأبيض والأسود،
أيضا والرجل والمرأة، والفقير والغني، وما إلى غير ذلك من الأفكار التي تحمل بين طياتها صورًا من صور التفاخر،
ومعاني مختلفة للعنصرية بشكل مباشر، أو غير مباشر، فكافح الإسلام هذه الظاهرة بطرق مختلفة،
حتى كادت تختفي بشكل كبير في فترة قليلة من الزمن، فكان صاحب البشرة السمراء هو من يؤم المسلمين في الصلاة،
ذلك دون فرق في ذلك بينه وبين غيره، وكان الفقير يتولى الإمارة والقيادة، وذلك دون فرق بينه وبين الغني،
أيضا إلى جانب كثير من الصور الإيجابية الأخرى التي لا يمكن حصرها في هذا المقال،
وهنا نشير إلى الآيات التالية من سورة الحجرات، والتي وضحت أسس التعامل بين البشر، فيقول سبحانه عز وجل:
“يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ
ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ همُ الظَّالِمُونَ” (الحجرات: 11) ويقول عز وجل:
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات: 13)