تربية الأولاد بالعنف
يتعلَّق الأمر بما يفهمه الأب والأم عن العقاب البدني، فبحسب دراسة صدرت قبل عدة أعوام من جامعة كوينزلاند الأسترالية في دورية “بيرسوناليتي آند اندفيدوال ديفرانسيز”،
كانت هناك عدة أخطاء أساسية شائعة في الفهم هي السبب في إيقاع العقاب البدني على الأطفال،
على سبيل المثال يعتقد معظم الآباء أن العقاب البدني لتأديب طفل لا يسبِّب ضررا له،
سواء كان هذا العقاب بشكل مستمر، أو حتى لو كان بشكل متقطع (وهو الرأي الأكثر شيوعا)،
لكن الأسوأ من ذلك هو الاعتقادات عن دور الضرب.
على سبيل المثال، يعتقد معظم الآباء أن العقاب البدني يُعلِّم الطفل المسؤولية ويساعد في تطوير شخصيته أو أنه يُعلِّمه احترام الآخرين،
من جانب آخر هناك اعتقاد شائع أن العقاب الجسدي أفضل من أساليب التأديب الأخرى لأنه الشيء الوحيد الذي يفهمه الأطفال،
وبالتالي فبدون استخدام العقاب البدني لتأديب الأطفال يصبحون مدللين وجامحين،
ويمتد ذلك الى اعتقاد آخر شهير يقول إنه -بناء على ما سبق- يجب استخدام العقاب البدني لتأديب الطفل في كل مرة يسيء التصرف فيها.
تعد تربية الأولاد بالعنف شكلاً من أشكال انتهاك حقوق الإنسان، وذلك كما نَصَّت اتفاقية حقوق الطفل في المادة رقم 19 من قبل الأمم المتحدة.
ويعرَّف مصطلح العنف بعدّة طرقٍ تتمركز حول محاور مشتركة، فقد عرّفته الأمم المتحدة في تقريرها حول تربية الأولاد بالعنف عام 2006م،
بأنّه أيّ شكلٍ من أشكال العنف أو الأذى الجسديّ، أو النفسيّ، أو الإهمال بأشكاله، وسوء المعاملة.
أمّا بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية فقد عرَّفته، بأنّه أيّ استعمال للقوة الجسدية ضد الأطفال،
ذلك بالتهديد أو بالفعل من قِبَل فردٍ أو مجموعة من الأفراد.
أيضا والتي تؤدي بدورها إلى ضرر بصحة الطفل، أو التأثير في تطوره النمائي، أو تهديد حياته في بعض الأحيان.
علاج تربية الأولاد بالعنف
يبدا العلاج من الوالدان، العامل الأساسيّ في إنشاء بيتٍ آمنٍ للأطفال،
فقد أثبتت الدّراسات أنّ الوالدين، الذين يحظون بدعم عائلاتهم القريبة، والمجتمع المحيط بهم،
كذلك هم أكثر قدرةً على اتّخاذ قراراتٍ وخطواتٍ، تساعدهم على إيجاد بيئةٍ مستقرةٍ للطفل.
تحمي الأبناء من تربيتهم بالعنف، وتلبِّي احتياجاته النفسية، والجسدية، والنمائية.
وعليه فقد أدركت المنظمات المحلية والمدنية، أهمية تأهيل الوالدين بالمهارات اللازمة لإيجاد تلك البيئة الآمنة.