ثوابت التغيير (11)
ثوابت التغيير (11) مع أشرف الشربيني
عالمية الدعوة
إن عالمية الدعوة الإسلامية هاجس ينبغي أن يلح في طموح كل داعية إلى دين الله تبارك وتعالى.. أيضا ومشروع ينبغي ألا يغيب عن أذهان الغيورين على دين الإسلام.. فهي حقيقة شرعية بلا امتراء، قال الله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام) .. كما وقال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) وقال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس).. أيضا وقال تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله له ) .. وقال تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).
كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها.. وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها) رواه مسلم .
أيضا وقال صلى الله عليه وسلم: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين.. بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزًّا يعز به الإسلام، وذلا يذل به الكفر)
إذا العالمية في حكم الدعوة هي تقرير من الله سبحانه وتعالى منذ الأزل وبدء الخليقة فهي ليست مما يجتهد فيه بالفكر والعلم.. وذلك لأن النصوص القرآنية في حق العالمية وردت واضحة لا لبس فيها ولا غموض فيها.
أيضا وهذه الكلمات وردت بألفاظ واضحات مثل كافة وجميعاً ويا أيها الناس .. والخطاب بهذه الكيفية كان من عند الله مباشرة لخلقه كافة.
ثوابت التغيير (11)
ولما كان الخطاب من عند الله للناس كافة عمل النبي عليه الصلاة والسلام على إرساء دعائم وأركان هذه العالمية واقعاً وعملاً .. حيث جاهد حتى بلغت دعوته جميع العرب والعجم والملوك.
فعليه كان لزاماً على جميع من تفوه بكلمة الإسلام أن يحمل هذه الرسالة على عاتقه أينما حل وأينما حطت به رحاله تبليغاً وتعليماً وتطبيقاً في الحياة. فالمسلمون في هذا العصر محاصرون في دينهم واعتقادهم وحتى أنهم أصابتهم الشبهات في نصوص قرانهم. فعليهم أن يتوخوا الحذر في جميع ما يدور حولهم من مآزق ومطبات تقابلهم في سبيل توطيد معالم عالمية الدعوة .
فقد رُمى الإسلام والمسلمون بالإرهاب واتخذت الأسباب والمسببات لمحاصرته بالتقوقع وعدم الحركة. فعلى المسلمين أن يتصدوا لكل ما يقابلهم بالحنكة والتسلح العلمي الدنيوي والديني حتى يردوا المفترين المفرطين إلى صوابهم.
فبعد أن توطدت الدعوة في عصر النبي عليه الصلاة والسلام حوصرت عالمية الدعوة من جميع الأديان المعاصرة بالشبهات. فقد أفردوا لها المعاهد اللهوتية والمدارس الاستشراقية للحط من قدر الإسلام والمسلمين .فعلى المسلمين في المقابل أن ينشئوا المراكز الدعوية في بلادهم وفي بلاد الغرب لمحاربة هذه الترهات