فقهيسألونك

يسألونك :موسم رمضان (28)

يسألونك :موسم رمضان (28)

الإبتلاء بالمرض

ينظر كثير من الناس إلى المرض نظرة قاصرة، فيراه البعض دليلاً على غضب الله،

ويراه آخرون انتقاماً من هذا المريض، والحق أن المرض ابتلاء من الله عز وجل للإنسان المسلم،

لينظر أيصبر على قدر الله ويرضى به، فيرضى الله عنه، ويكتب له الأجر في الدنيا والفوز في الآخرة؟

أم يجزع وييأس ويقنط من رحمة الله فيخسر ثواب الدنيا، ويفوته رضا مولاه في الآخرة؟

فمن فضل الله علينا أن ديننا لم يترك لنا شيئا إلا وحدثنا عنه أو أعطانا مفاتيح العلم به،

وكثيرا ما نخطئ في أمور كثيرة حين ننظر إلى الأسباب المادية المحسوسة ونحتكم إليها دونما أن نحتكم للمعايير الإيمانية التي هي أقوى سلاح في يد المسلم،

فمن صميم عقيدتنا أن الدواء لا يشفي والطبيب لا يشفي.

ولكن الشافي الحقيقي الذي بيده الشفاء هو الله تبارك وتعالى،

وما الطبيب والدواء إلا مجرد أسباب نأخذ بها، أمرنا بها رسولنا الكريم،

ونحن مسئولون أمام الله عن تركها، أما النتيجة الحقيقة فهي بيد الله تعالى

يسألونك :موسم رمضان (28)

لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي أنزل الداء -أي المرض- هو الله جل وعلا. ومَنْ هو الله؟

إنه الرحمن بعباده، الرحيم بالضعفاء سبحانه وتعالى، وهو لا يريد العذاب لعباده سبحانه.

رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من السبايا ملصقة ولدها ببطنها فقال لأصحابه:

“أرأيتم هذه مضيعة ولدها؟” قالوا لا يا رسول الله فقال: “لَلَّهُ أرحمُ بعبده من هذه على ولدها”!!

أرأيت أخي المسلم أن الله تعالى أرحم بالعبد من الأم على ولدها؛ لذلك أبشر يا من ابتليت فسوف تجد من رحمة الله وعدله ما يرضيك،

فإنما أنزل بك هذا المرض ليُقربَك لا ليعذبك، أصابك به ليطهرك ويصطفيك، لا ليبعدك ويقليك،

ولك في أنبياء الله وأصفيائه قدوة حسنة فهم أشد الناس بلاء. لقد أخبرتنا السنة النبوية بأن لكل داءٍ دواء،

ولكل مرض شفاء، ولا يوجد على وجه الأرض مرض ظهر قديما أو حديثا، إلا وله علاج ودواء

بصريح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى