بلادنا بين التطور والإنسانية
رغم تطور الأحداث وتسارعها في زمن التكنولوجيات والاختراعات المبهرة التي أصبح الإنسان يهرول ورائها، وذلك من أجل اكتساب قوة أكبر،
إلا أنني تشبثت دائماً بفكرة واحدة، أنه ليس شرطا أن تكون قويا لكي تكون سعيدا،
أيضا على عكس ما يحدث الآن في هذا العالم، الكل يجري وراء القوة لكي يشعر بالسعادة،
ذلك لكي يعيش بين جدران العالم الأربع، واجهة تسمى السلام، جدار الأسلحة، جدار الدمار، ثم الموت.
على شرفة إنسانيتي تغلبت على الضعف مرارا من دون أن تستحوذ عليها هواجس القوة والسيطرة،
لكن ظل السؤال مطروحا بذهني هل سأكون أنا أيضاً سعيدة ما إن أصبح قوية؟
تهت وأنا أحاول فك المعادلة حتى انجرفت ورائي سيول من التساؤلات،
مثلا هل قوة إنسان تعني تدمير إنسان آخر؟ لم كل هذا الدمار الذي يساهم فيه الإنسان في سبيل قوة واهمة؟
أليس غريبا أن نُسمى إنسانا ولا إنسانية فينا؟ أليس غريبا أننا ما زلنا نبحث عن الإنسانية ونحن الإنسان؟
نحن الآن نعيش بعالم نتحدث فيه عن العنصرية حين نَصِف الإنسان الأسمر ولا نتحدث عنها عندما نصف الأشقر، كما نتحدث بإسم الحرية عندما يتعلق الأمر بسجن الإنسان ولا نحتج على سجن الإنسانية
أيضا وتقييدها بأغلال القوة المدمرة والحقد والكراهية المنتشرة ثم نقول أين الحرية؟ إن الحرية عنوان الإنسانية
إذا فكيف لنا ان نكون إنسانا حرا من دون إنسانية؟ لربما نحن الآن بعالم أصبحنا فيه أقوياء لكننا لسنا أحراراً!
بلادنا بين التطور والإنسانية
كما أنه عالم نتبجح فيه بزمن الاختراعات والتطورات والتقدم ونتحدث عن الرقي والحضارة،
في حين أننا لا نرى سوى تخريب أكثر من طرف الإنسان للإنسان نفسه،
ذلك نتدخل بالأسلحة لنشر السلام فيه، ولا نتخذ السلام مبدئا ونقضي على الأسلحة المدمرة له
لست أدري ما هي حدود المشكلة وما أصلها ونحن بعالم نتحدث فيه عن قيم الإنسانية والتضامن والتآزر
كذلك ونتوفر على وسائل وإمكانيات المساعدة المختلفة، كما تتعدد فيه كافة سبل مد يد العون للآخر
أيضا رغم الصعوبات التي تواجه بعضنا، لكننا نشهد عواقبها، فنرى الإنسان الغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرا،
إلا في بعض الحالات وفقط في صفوف بعض الفقراء الانتهازيين من ينتشلون كومة الإنسان الفقيرة يحرقونها ثم يدفنوها لتعبيد طريقهم نحو الغنى
ذلك ولو على حساب دهس أحلام الفقراء أمثالهم بآلة سحق الإنسانية وقنص الثراء.