منوعات دعوة

ضاقت عليهم الأرض بم رحبت

ضاقت عليهم الأرض بم رحبت

قوله تعالى : ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت اتسعت ، ( وضاقت عليهم أنفسهم ) غما وهما ، ( وظنوا )

أي : تيقنوا ، ( أن لا ملجأ من الله ) لا مفزع من الله ،

إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا ) أي : ليستقيموا على التوبة فإن توبتهم قد سبقت . ( إن الله هو التواب الرحيم ) .

 كذلك لقد تاب الله ‏ { ‏عَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خلِّفُوا‏} ‏ من الخروج مع المقاومة، في تلك الغزوة، وهم:

 ‏ ‏ ‏ “ ‏ كعب بن مالك‏” ‏ وصاحبه، وقصتهم مشهورة معروفة، في الصحابة والسنن.

‏ { ‏حَتَّى إِذَا‏} ‏ حزنوا حزنًا عظيمًا، و ‏ { ‏ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رحبَتْ‏} ‏ أي‏:

‏ على سعتها ورحبها ‏ { ‏وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ‏} ‏ التي هي أحب إلى كل شيء،

أيضا فضاق عليهم الفضاء الواسع، والمحبوب الذي لم تجر العادة بالضيق منه، وذلك لا يكون إلا من أمر مزعج،

بلغ من اللهجة والمشقة ما لا يمكن التعبير عنه، ولذلك قدموا رضا الله ورضا رسوله على كل شيء‏.‏

‏ { ‏وظنوا أَنْ لَا ملجأ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ‏} ‏ أي:‏ تتقنوا وعرفوا بحالهم، إنه لا ينجي من الشدائد، ويلجأ إليه، إلا الله وحده لا شريك له،

فانقطع تعلقهم بالمخلوقين، ويتعلقوا باللّه ربهم، ويفروا منه إليه، فمكثوا هذه المدة نحو خمسين ليلة.‏

‏ { ‏ثم تاب عَلَيْهِمْ‏} ‏ أي‏:‏ أذن في توبتهم ووفقهم لها ‏ { ‏لِيَتُوبُوا‏} ‏ بمعني لتقع منهم، فيتوب الله عليهم، ‏ ‏ { إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ‏}

‏ يمعني كثير من التوبة والفو، والغفران عن الزلات والعصيان، ‏ { ‏الرَّحِيمِ‏} ‏ وصفه الرحمة الذي لا يزال ينزل على العبادة في كل وقت وحين،

في جميع تخصيص، ما نقوم به لتنفيذهم التنظيم والدنيوية.

ضاقت عليهم الأرض بم رحبت

هذه الآيات دليل على أن توبة الله على العبد لأجل الغايات، وأعلى النهايات،

كذلك فإن الله بلسانها نهاية خواص عباده، واتن لهم بها، في حين أن عملوا الأعمال التي يحبها ويرضاها‏.‏

ومنها‏:‏ لطف الله بهم وتثبيتهم في ايمانهم عند الضغط والنوازل المزعجة.‏

أيضا : أن تمتلك خبرة في مجال النفس، بفضلها ومميزاتها ليست من نصيبها، حيث تنشأ عظمة مشقة الأجر.‏

ومنها‏:‏ أن توبة الله على عبده حسب ندمه وأسفه، وأن من لا يبالي بالذنب يحرج إذا فعل، فإن توبته مدخولة، وإن زعم ​​أنها مقبولة‏.‏

وكذلك  علامة الخير وزوال الشدة، إذا تعلق الله تعالى بتعلقا تاما، وانقطع عن نكنين.

أيضا أن من لطف الله بالثلاثة، حيث وسمهم بسم، ليس بعار عليهم فقال: ‏ { ‏خلفوا} ‏ إشارة إلى المؤمنين خلفهم،

[ ‏أو خلفوا عن من بت في قبول عذرهم، أو في رده‏’ ] وأنهم لم يتبقى لهم خيار الخير، ولهذا لم أقل: ‏ “ ‏تخلفوا‏”

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى