صفقات رمضانية (5)
صفقات رمضانية (5) مع د محمود القلعاوي
أجر إفطار الصائمين
أجر تفطير الصائم في رمضان شرع الله -سبحانه وتعالى- لعباده التعاون على كلّ خير، وخاصّة في رمضان؛ فكان من جملة ذلك الخير أن يقدِمَ المسلم على تفطير أخيه الصائم؛ ابتغاء مرضاة الله -عزّ وجلّ-؛ فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائمِ شيئًا)،
كما أنّ تفطير الصائم يعَدّ من الجود الذي يتحلّى به المؤمن في رمضان؛ اقتداءً بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وذلك كما ورد في الحديث الشريف: ( كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ )؛
صفقات رمضانية (5)
أيضا ففي ذلك استحباب أن يجود الإنسان ممّا أنعم الله به عليه.. ويشار إلى أنّ من الأعمال التي كان يتسابق عليها السلف تفطيرُ الصائمين.. ذلك كفعل ابن عمر -رضي الله عنهما-؛ إذ كان وهو يفطر مع أهله يأتيه السائل، فيأخذ نصيبه من الطعام ويعطيه إلى ذلك السائل.. فإذا رجع إلى أهله، وجدهم قد أنهَوا طعامهم، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً بعد.. أيضا واللافت أنّ مثل هذا العمل يزيد من الترابط والمحبّة والألفة بين أفراد المجتمع، بالإضافة إلى عظم الأجر المُترتّب عليه.
مسائل متعلّقة بتفطير الصائم ما يحصل به تفطير الصائم
ذهب أهل العلم إلى استحباب تفطير الصائم،
وذلك بتقديم الطعام والشراب للصائم؛ ليفطر عليه؛ ابتغاءً للأجر والثواب من الله -سبحانه وتعالى.. أيضا وتطبيقاً لسُنّة النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم-.
إلّا أنّهم اختلفوا في القَدر الذي يحصل به تفطير الصائم، وذلك على رأيَين، هما:
الرأي الأول: إنّ المراد بالتفطير هو إطعام الصائم ولو شيئاً يسيراً، كتمرة، أو شربة ماء، ونحوهما.. إذ ينال به المسلم أجر تفطير الصائم، وهذا ما دلّت عليه ظاهر الأدلّة.
الرأي الثاني: كما إنّ المراد بالتفطير هو إشباع الصائم؛ لأنّ هذا الذي ينفعه.. أيضا وقد يستغني عن السحور بسببه، وإشباع الصائم يُقوّي جسده على العبادة.. ويستغني به عن الطعام في تلك الليلة؛ فكان ذلك المقصود من تفطير الصائم.